تفاصيل دقيقة عن خطة عصابة هولندية مغربية لتفجير بنوك في النمسا.. عبوات ناسفة وسيارات مسروقة
في 31 يوليو 2025، دخل رجل يبلغ من العمر 56 عامًا قسم شرطة Steyr في ولاية النمسا العليا ليبلغ عن نشاط مشبوه يتعلق بشبكة إجرامية متخصصة في تفجيرات ماكينات الصراف الآلي المعروفة باسم Bankomatsprenger، التي كانت تنشط في النمسا وأوروبا، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
ووفقًا لشهادته، تلقى الرجل اتصالات من مديره السابق، روماني الجنسية يدعى Claudiu I.، الذي طلب منه البحث عن مكان لإيقاف دراجة نارية مقابل 500 يورو، ومن ثم طلب منه تنظيم مرآب للسيارات مقابل 3000 يورو. لاحقًا، زاره شخصان مجهولان وأخبراه أن “شخصين مغاربة” سيأتيان لاحقًا، ما دفع الرجل للربط بين الأمر وعصابة Bankomatsprenger، وهي شبكة يهيمن عليها مهاجرون مغاربة وينشطون من هولندا.
لم يكن المبلغ شاهداً رئيسيًا في القضية، لكنه أبلغ الشرطة بما شعر أنه تصرفات مشبوهة، ما منح السلطات اختراقًا مهمًا في التحقيقات. قامت الشرطة باستخدام المرآب المخصص كفخ، حيث تم مراقبته باستمرار، وتمكنت في 19 أغسطس الساعة 3:31 صباحًا من القبض على اثنين من أبرز أعضاء الشبكة، هما محمد ل. (32 عامًا) وزكريا ن. (28 عامًا)، مع شريك محتمل، أثناء محاولتهم نقل سيارة هروبهم، وهي سيارة Audi RS6 رمادية، بعد فشل تفجير بنك في Hofkirchen في النمسا العليا، باستخدام وحدات Cobra الخاصة.
وكشفت التحقيقات أن محمد ل. وزكريا ن. كانا تحت مراقبة الشرطة الهولندية منذ فترة، بعد تورطهما في تفجيرات ماكينات صراف آلي في ألمانيا في أكتوبر 2024، ثم في النمسا في فبراير 2025 في مدينتي Gänserndorf وNeusiedl am See. واستخدم المتهمون سيارات مستأجرة مزودة بلوحات مزيفة ومرائب متعددة للتضليل، كما استخدموا كاميرات صغيرة لمراقبة البنوك ومعرفة ما إذا كانت ماكينات الصراف مُعبأة بالمال خلال الليل.
كما تبين من التحقيقات أن الشبكة كانت منظمة بعناية شديدة: محمد ل. وزكريا ن. كانا مسؤولين عن تنفيذ التفجيرات، بينما Claudiu I. كان المنسق الذي يوفر المرافق مثل المرائب والشقق، وأعضاء آخرون تولوا استئجار السيارات، مراقبة البنوك، تجهيز العبوات المتفجرة، وتوفير الحراسة أثناء التنفيذ. خلال أحد عمليات المراقبة، ظهر أن محمد ل. كان يترك سيارته Audi RS6 في مرآب في Eindhoven بهولندا، وكانت السيارة تتحرك فقط قبل وبعد التفجيرات مباشرة، ما يشير إلى استخدامها كوسيلة نقل سريعة للمواد والمجرمين.
في 19 أغسطس، وبعد فشل تفجير بنك في Hofkirchen، كان محمد ل. وزكريا ن. ينقلان السيارة إلى مرآب في Hörsching، حيث كان شريك محتمل ينتظرهما لفتح بوابة المرآب عن بُعد. عند توقيفهم، عثرت الشرطة على عبوة ناسفة إضافية، أدوات اقتحام، 180 لترًا من البنزين في كانزات، ثلاثة هواتف محمولة، بطاقات SIM، 400 يورو وكاميرا. كما كشفت آثار في مرآب آخر في Trieben أن هناك تجهيزات لعبوات ناسفة كانت تتم هناك.
خلال مداهمة شقق أخرى في Trieben، ارتكبت الشرطة خطأً أمنيًا باقتحام شقة غير صحيحة في البداية، ما أدى إلى إزعاج أشخاص أبرياء، قبل أن يتم الاعتقال الفعلي للمتهمة الأخرى، والتي وُجدت معها عدة هواتف محمولة، 660 يورو، وكاميرات صغيرة. وفي 24 أغسطس، تمكنت الشرطة من القبض على Claudiu I. في St. Pölten. وبذلك بلغ عدد المعتقلين في النمسا خمسة أشخاص، جميعهم رفضوا الإدلاء بأقوال حول التخطيط لتفجيرات المصارف، بما في ذلك شابة هولندية تبلغ من العمر 25 عامًا، قالت إنها ساعدت فقط في إغلاق كانزات البنزين ولم تشارك في أي نشاط إجرامي آخر.



