تفكيك شبكة مخدرات أوروبية تهرّب المخدرات أسبوعيًا من إسبانيا إلى فيينا وضبط 1.5 طن من القنب في عملية أمنية دولية تقودها النمسا
كشف المكتب الاتحادي الجنائي النمساوي بالتعاون مع سلطات أجنبية عن شبكة إجرامية لتجارة المخدرات تنشط على مستوى أوروبا، حيث تم منذ ديسمبر/كانون الأول 2024 تنفيذ 11 عملية توقيف وضبط 259 كيلوغرامًا من المواد المخدرة، كانت تُهرَّب جزئيًا بشكل أسبوعي من إسبانيا إلى فيينا، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
ووفق ما أعلنته الشرطة، فإن الموقوفين، وهم مواطنون من صربيا والبوسنة والهرسك وسلوفينيا والنمسا، يُشتبه في أنهم استوردوا ووزعوا نحو 1.5 طن من منتجات القنب على مدى عام. وكانت الخطة اللوجستية تقوم على إرسال شاحنات من سلوفينيا إلى ميناء برشلونة حيث تُحمَّل بالبضائع المخدرة، ثم تُنقل عبر فرنسا وإيطاليا وصولًا إلى النمسا، وبالتحديد إلى فيينا، حيث يُعاد توزيع الشحنات على مركبات أصغر لنقلها إلى شقق تستخدم كمخازن. كما جرى استئجار سيارات في النمسا لفحص عناوين التسليم قبل التوزيع.
التحقيقات أشارت إلى أن عمليات التهريب كانت تتم بوتيرة أسبوعية، مع توثيق 13 شحنة مؤكدة، فيما يُرجَّح أن العدد الفعلي أكبر. العملية الأوروبية المشتركة المسماة “Scirocco”، والمنسقة خصوصًا مع فرنسا، أدت أحيانًا إلى تعطيل هذه الشبكة عند اعتراض إحدى الشاحنات، مما تسبب في انقطاع الإمدادات لأسابيع. وفي عمليتي مداهمة، ضبطت الشرطة 95 كيلوغرامًا من راتنج القنب و110 كيلوغرامات من زهور القنب، وهي كميات باتت تمثل المعدل المعتاد في تهريب المخدرات، بعد أن تخلت الشبكات عن الشحنات الصغيرة.
كما أسفرت المداهمات عن ضبط 60 ألف يورو نقدًا، وشاحنة تحمل لوحات سلوفينية، وعدة أسلحة نارية وأسلحة بيضاء. وأظهرت التحقيقات أن أحد الموقوفين كان يدير مزارع للقنب في ولايتي النمسا السفلى وبورغنلاند، حيث قادت مراقبة هاتفه إلى اكتشاف هذه المزارع.
العملية قادتها فرقة “Sahara” التي أنشأها المكتب الاتحادي الجنائي في سبتمبر/أيلول 2024 لمكافحة تزايد نشاط جماعات إجرامية من شمال إفريقيا. ومع تقدم التحقيق، تبيّن أن ما يُعرف بـ”مافيا البلقان” هي التي تولت تنظيم الإمدادات، وأن الشبكة تضم نحو 40 شخصًا ينشطون في مختلف أنحاء أوروبا، وتسيطر حاليًا على تجارة المخدرات في النمسا.



