تقرير المخدرات 2024: ارتفاع استهلاك النيكوتين بين الطلاب في فيينا
فيينا – INFOGRAT:
كشف تقرير المخدرات لعام 2024 عن اتجاهات استهلاك الكحول والتبغ والمخدرات غير القانونية في فيينا، حيث استقر استهلاك الكحول والتبغ التقليدي إلى حد كبير، بينما سجلت منتجات النيكوتين الحديثة، مثل الأكياس النيكوتينية والسجائر الإلكترونية، ارتفاعًا ملحوظًا خاصة بين الشباب.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أفاد خبير المخدرات في فيينا، Martin Busch، يوم الأربعاء أن استهلاك النيكوتين بين الطلاب يرتفع بسرعة، حيث أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على المنتجات الجديدة التي تسوّق باعتبارها “منتجات عصرية”. وحذر Busch، الذي يرأس “Kompetenzzentrum Sucht” في مؤسسة Gesundheit Österreich GmbH، من أن هذا الاتجاه قد يؤدي إلى عودة معدلات الإدمان على النيكوتين للارتفاع بعد سنوات من التراجع.
ورغم انخفاض عدد المدخنين التقليديين بين الشباب، إلا أن هذا التحسن يقابله ارتفاع ملحوظ في استهلاك “البدائل النيكوتينية الحديثة”، مما قد يؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة لمكافحة التدخين.
مخاطر صحية غير محسوبة وتأثيرات بعيدة المدى
حذر التقرير من أن النيكوتين يسبب الإدمان بسرعة، كما أن المواد المضافة في بعض هذه المنتجات قد تكون مسرطنة، في حين أن الآثار الصحية طويلة الأمد لاستهلاك النيكوتين بجرعات عالية لا تزال غير معروفة، ولهذا السبب، تسعى مدينة فيينا إلى تشديد قانون حماية الشباب، حيث إن بعض المنتجات الخالية من التبغ لا تندرج حاليًا ضمن قانون التبغ، مما يخلق فراغًا قانونيًا يستغله المصنعون والموزعون.
استقرار نسبة المدخنين وتراجع استهلاك الكحول
رغم الزيادة في استهلاك منتجات النيكوتين الحديثة، لا تزال نسبة المدخنين التقليديين ثابتة على المدى الطويل، حيث يدخن 23% من سكان فيينا يوميًا، أما فيما يتعلق بالكحول، فقد أظهر التقرير انخفاضًا طفيفًا في استهلاكه، إذ يستهلك 25% من سكان فيينا الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا الكحول مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، مع تفوق الرجال على النساء من حيث معدل وكميات الاستهلاك.
وحذر Busch من تداعيات هذا الاستهلاك قائلاً: “الرجال يموتون بسبب الكحول بمعدل ثلاثة إلى أربعة أضعاف أكثر من النساء” وعلى الرغم من ذلك، فقد أصبح الكحول أقل تأثيرًا على حوادث المرور مقارنةً بالماضي، حيث انخفض عدد الوفيات الناتجة عن القيادة تحت تأثير الكحول من 420 حالة وفاة في عام 1971 إلى 26 حالة وفاة فقط في عام 2022، بالرغم من أن عدد المركبات المسجلة قد تضاعف ثلاث مرات خلال هذه الفترة.
استهلاك المخدرات غير القانونية لا يزال مستقرًا ولكن الوفيات تزداد
أما فيما يخص المخدرات غير القانونية، فقد بقيت معدلات الاستهلاك مستقرة نسبيًا، حيث استهلك 8% من سكان فيينا القنب خلال العام الماضي، في حين بلغت نسبة متعاطي الكوكايين 7%، وهو معدل أعلى قليلًا من المتوسط الوطني في النمسا.
ومع ذلك، فإن المخاطر الصحية الرئيسية لا تزال مرتبطة بالمواد الأفيونية مثل الهيروين، والتي يُقدر أن 35,000 إلى 40,000 شخص في النمسا يعتمدون عليها، ومعظمهم من الرجال فوق سن 25 عامًا في المناطق الحضرية مثل فيينا.
ورغم استقرار أعداد متعاطي المخدرات، إلا أن الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة في تزايد مستمر، فقد انخفض عدد الوفيات المباشرة المرتبطة بالمخدرات في النمسا من 206 حالات عام 2009 إلى 122 حالة عام 2014، لكنه عاد ليرتفع مجددًا إلى 256 حالة وفاة عام 2023.
فيينا تتصدر قائمة الوفيات المرتبطة بالمخدرات
أكد Busch أن البيانات المتاحة لا توفر تفسيرًا قاطعًا لأسباب هذا الارتفاع، لكنه أشار إلى أن جزءًا من المشكلة قد يكون مرتبطًا بتقدم عمر متعاطي المخدرات الذين يعانون من أمراض متعددة تقلل من قدرتهم على تحمل المواد المخدرة، مما يزيد من خطر الوفاة. كما يمكن أن يكون ارتفاع نقاء المخدرات المتداولة في السوق سببًا رئيسيًا، حيث تحتوي الجرعات على تركيز أعلى من المواد الفعالة، مما يزيد من خطر الجرعات الزائدة القاتلة.
في هذا السياق، سجلت فيينا 101 حالة وفاة مرتبطة بالمخدرات في عام 2023، لتتصدر بذلك الإحصائيات الوطنية في النمسا.



