تكنولوجيا نمساوية رائدة في Kottingbrunn لمواجهة خطر الطائرات المسيرة المتصاعد قرب المطارات
فيينا – INFOGRAT:
في ظل التزايد الكبير لاستخدام الطائرات المسيرة (الدرونز) وتحولها إلى خطر أمني متنامٍ، أدت في الآونة الأخيرة إلى إغلاق العمليات في عدد من المطارات الأوروبية، يؤكد الخبراء ضرورة تعزيز الدفاعات ضدها. وفي هذا الإطار، تخصصت شركة نمساوية تتخذ من Kottingbrunn (منطقة Baden) مقرًا لها في تطوير التقنيات اللازمة لمواجهة هذا التهديد. وتختص الشركة بتطوير أنظمة قادرة على مسح الترددات اللاسلكية على نطاق واسع لتحديد مواقع الطائرات المسيرة غير المعروفة وإشاراتها اللاسلكية وحتى مشغلها، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
يشهد العالم ارتفاعًا حادًا في عدد الطائرات المسيرة، المستخدمة في الصراعات العسكرية، وأعمال التجسس، والاستخدامات الخاصة، مما يزيد من المخاطر الأمنية المرتبطة بها. وفي الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تُستخدم عشرات الآلاف من هذه الطائرات. كما أُجبرت المطارات الأوروبية، مثل مطار ميونيخ مؤخرًا، على وقف عملياتها لساعات بعد رصد طائرات مسيرة مجهولة.
شركة Aaronia Österreich في Kottingbrunn هي إحدى الشركات التي تخصصت في مجال مكافحة الطائرات المسيرة، وتُعد شركتها الأم الألمانية من الشركات الرائدة عالميًا في هذا المجال. وبحسب ما أوضحته الشركة لـ noe.ORF.at خلال جولة تفقدية، فإن نظام الدفاع ضد الطائرات المسيرة الذي طورته قادر على مسح الترددات اللاسلكية على نطاق واسع، مما يتيح تحديد موقع الطائرات المسيرة غير المعروفة، وإشاراتها اللاسلكية، وحتى مشغل الطائرة.
“النمسا ليست محمية بشكل كافٍ”
يقول الخبير في الدفاع ضد الطائرات المسيرة والمدير التنفيذي لشركة Aaronia Österreich، Stephan Kraschansky: “في جميع أنحاء أوروبا الغربية، وكذلك في ولاية النمسا السفلى، يتزايد عدد الطائرات المسيرة مجهولة الهوية بشكل ملحوظ”. ويُرجح أن تكون معظم هذه الطائرات مملوكة لأشخاص عاديين، لكنه أكد أيضًا إمكانية استخدامها لأغراض التجسس أو الهجمات.
وأضاف Kraschansky أن “عمليات الرصد هذه حقيقية تمامًا، وفي نهاية المطاف هي بمثابة اختبار لقدرة الدفاع الأوروبية من قبل جهة فاعلة ما”. وأشار إلى أنه قد تكون روسيا وراءها، لكنه أكد أن “هوية الفاعل غير ذات صلة فعليًا. ما يتبين لنا بشكل مؤلم هو أننا محميون بشكل غير كافٍ وبأعداد غير كافية من الأنظمة”.
التشويش بدلاً من الإسقاط
يمكن أيضًا تركيب نظام مراقبة الطائرات المسيرة بشكل متنقل على شاحنة، ويكون مجهزًا بالرادار، وأجهزة استشعار الكاميرا، وأجهزة تحديد المواقع اللاسلكية. ويمكن للنظام بعد ذلك التشويش على الاتصالات اللاسلكية للطائرة المسيرة، مما يجعلها “عمياء” وغير ضارة فعليًا. ويوضح Kraschansky أن إسقاط الطائرة المسيرة أمر يبدو أسهل مما هو عليه في الواقع: “أولاً، من الصعب جدًا إصابة الطائرة فعليًا، خاصة على مسافات كبيرة. والمشكلة الثانية هي خطر الأضرار الجانبية. لذا، فإن جهاز التشويش أكثر أمانًا ويكفي في الكثير من الحالات”.
لقد كانت شركة Aaronia Österreich مسؤولة بالفعل عن حماية مؤتمرات قمة مجموعة العشرين (G-20) وقمم حلف الناتو (NATO) ضد الطائرات المسيرة، كما تقوم بتقنية حماية المطارات الدولية مثل مطار Heathrow في لندن.
فيما يخص مطار فيينا-Schwechat (منطقة Bruck an der Leitha)، صرح ناطق باسم المطار بأن لديهم نظامًا للكشف عن الطائرات المسيرة قيد الاستخدام يمكنه تحديد الطائرات في المنطقة المباشرة للمطار. وفي حال رصد طائرة، يتم إبلاغ السلطات المختصة التي تقرر بعد ذلك الإجراء الواجب اتخاذه.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية النمساوية، ردًا على استفسار، أنها تعمل حاليًا على وضع استراتيجية وطنية للدفاع ضد الطائرات المسيرة، وأن الجيش والشرطة يمتلكان بالفعل وحدات مناسبة. وفي هذا الصدد، قال الخبير Kraschansky، الذي كان ضابطًا سابقًا في الجيش النمساوي، ردًا على سؤال من noe.ORF.at: “نحن نمتلك الجودة بالفعل: هناك خبراء في الجيش والشرطة. لكن عدد الأنظمة غير كافٍ”. وبناءً على ذلك، قد يستمر الخطر الذي تشكله الطائرات المسيرة مجهولة الهوية في الازدياد مستقبلًا.



