ثلثا سكان النمسا يعانون من حرارة “لا تُطاق” داخل منازلهم بعد تحوّل المنازل إلى مصائد للحر

أظهرت دراسة جديدة لمنظمة السلام الأخضر Greenpeace أن درجات الحرارة المرتفعة تقلّل من جودة الحياة في المنازل النمساوية وتُفقد السكان القدرة على النوم، مما يدفع بالمطالبة باستراتيجية ترميم واسعة النطاق.

كشفت منظمة Greenpeace في استطلاع نُشر اليوم أن ثلثي السكان يرون أن البقاء في منازلهم خلال موجات الحر بات “حارًا إلى حد لا يُطاق”، خصوصًا في المدن، مثل العاصمة فيينا، حيث تنتشر المباني غير المُرممة أو سيئة العزل. وأشارت المنظمة إلى أن المنازل تحوّلت إلى مصائد حرارية بسبب أزمة المناخ، مطالبةً الحكومة النمساوية باستثمار أكبر في ترميم المباني وفرض تشريعات لحماية السكان من الحرارة المتزايدة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قال Marc Dengler، خبير المناخ والطاقة في Greenpeace Austria، في تلخيصه لنتائج الاستطلاع: “أزمة المناخ حوّلت منازلنا إلى مصائد حرارية، خصوصًا تلك الموجودة في المباني غير المُرممة أو سيئة الترميم”.

وأضاف Dengler أن الحرارة لا تقتصر أضرارها على انزعاج السكان، بل تؤثر على الصحة، وتُفقد الناس قدرتهم على النوم، كما تُقلل من جودة الحياة اليومية.
وأشار إلى أن المدن والمباني تفتقر إلى المساحات الخضراء، والظل، والعزل الحراري الجيد، منتقدًا الحكومة بالقول: “بدلًا من تقليص ميزانية حماية المناخ، ينبغي على الحكومة الاتحادية دعم مشاريع الترميم الحراري، وإلزام المُلّاك بالقيام باللازم، وتضمين حماية الحرارة ضمن التشريعات الوطنية”.

80% يعانون آثارًا جسدية خلال موجات الحر

ووفقًا لأرقام الاستطلاع التي وصفتها Greenpeace بأنها “واضحة”، فإن 80% من المشاركين أكدوا أنهم يشعرون بآثار جسدية خلال موجات الحر، الأمر الذي يؤثر على شرائح واسعة من المجتمع، لا سيّما الفئات الهشة مثل كبار السن والأطفال.

وأفاد اثنان من كل خمسة أشخاص بأنهم يعانون من مشكلات في النوم أو انخفاض الأداء البدني أثناء موجات الحر، بينما أبلغ شخص من كل خمسة عن مشاكل في الدورة الدموية.

وأضافت المنظمة أن موجات الحر لا تزداد فقط عددًا، بل تتجه أيضًا إلى أن تصبح أكثر حدة وخطورة.

سكان الشقق غير المُرممة الأكثر تضررًا

ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته شركة Integral وشمل عينة مكونة من 1,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و75 عامًا، أبلغ 18% من السكان عن شعورهم بأن الحرارة داخل منازلهم خلال موجات الحر أصبحت لا تُحتمل.
وكان الأكثر تضررًا هم سكان الشقق غير المُرممة، وخصوصًا في المباني القديمة Altbau.

من حيث نوع السكن، توزّع المشاركون على النحو التالي:

  • 46% يسكنون في منازل فردية أو صفوف Reihenhaus
  • 43% في شقق تقع تحت السطح العلوي
  • 11% في شقق تقع مباشرة تحت السقف Dachgeschoß

دعوات لتخضير المدن والترميم الحراري

وأشار أكثر من نصف المشاركين إلى ضرورة إزالة طبقات الإسفلت وتحويل المساحات إلى مناطق خضراء وإعادة الطبيعة إلى المدن لمواجهة الحرارة.
بينما دعا أربعة من كل عشرة أشخاص إلى ضرورة استثمارات حكومية أكبر في الترميمات الحرارية.

وأعربت Greenpeace عن قلقها من أن الاقتطاعات في الميزانية الحالية قد تؤدي إلى عكس الاتجاه المطلوب، محذّرة من أن الوضع يستدعي إجراءات عاجلة وليس تقليصًا في الدعم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى