حزب الحرية النمساوي يدعو إلى إصلاح دعم الإعلام وإلغاء رسوم ORF
فيينا – INFOGRAT:
استؤنفت اليوم الخميس مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي بين حزب الحرية النمساوي (FPÖ) وحزب الشعب النمساوي (ÖVP)، حيث احتلت قضايا الإعلام والثقافة مكانة بارزة على جدول الأعمال، إلى جانب الملفات المالية والضريبية. ومع ذلك، شهدت الجولة الأولى من المفاوضات خلافات مبكرة في مجموعة العمل المختصة بملف الإعلام.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أفاد كريستيان هافنيكر، الأمين العام لحزب الحرية النمساوي، أن مفاوضي الحزب انسحبوا مؤقتًا بعد بداية الجلسة لإجراء مشاورات داخلية، قبل أن تستأنف المحادثات لاحقًا. وأعرب الحزب عن استيائه من دعوة كورت إيغر، المتحدث الإعلامي باسم حزب الشعب، اتحادات الإعلام إلى “حوار شخصي” يوم الخميس، وهو التوقيت الذي اعتبره حزب الحرية غير عشوائي، خاصة بعد انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات.
وكان إيغر قد أكد يوم الاثنين أن حزب الشعب يدعم الديمقراطية وحرية الإعلام في ظل التحديات الحالية التي تواجه المشهد الإعلامي النمساوي. وأشار إلى رسالة من اتحادات الإعلام الخاصة النمساوية، التي شددت فيها على أن حرية الصحافة والاتصال هي “حق أساسي مكفول دستوريًا”.
تأكيد الأولويات في مفاوضات الثقافة والإعلام
أكد هافنيكر وهارالد مارير، رئيس غرفة التجارة النمساوية (ÖVP)، أمام الصحفيين في البرلمان على الأولويات الموضوعية لأطراف المفاوضات. وجرى يوم الخميس عقد محادثات بين هافنيكر ووزيرة حزب الشعب سوزان راب في مجالي الثقافة والإعلام، حيث بدأت المناقشات بملف الإعلام. بينما تناول السياسي هوبيرت فوكس من حزب الحرية ومارير قضايا المالية والضرائب، إلى جانب ملفات الاقتصاد والدفاع الوطني.
حزب الحرية يدعو إلى إصلاح دعم الإعلام
أكد هافنيكر أن حزب الحرية يدعم “تعددية الإعلام”، رغم التشكيك في ذلك. وأشار إلى رسالة من زعيم الحزب هربرت كيكل إلى رؤساء التحرير والناشرين، أكد فيها سعيه إلى “حوار مفتوح” مع وسائل الإعلام. ومع ذلك، أشار إلى ضرورة “إصلاح دعم الإعلام” وتحديثه ليتوافق مع التطورات التقنية، خاصة مع تزايد وسائل الإعلام عبر الإنترنت، بغض النظر عن توجهاتها.
اتحاد العلاقات العامة النمساوي يؤكد أهمية الإعلام المستقل
في رسالة إلى الحزبين، أكد اتحاد العلاقات العامة النمساوي (PRVA) أهمية وجود مشهد إعلامي مستقل ومتنوع للديمقراطية ولعمل العلاقات العامة والاتصالات المهنية. ودعا إلى جعل حماية وتعزيز تعددية الإعلام أولوية مركزية.
مطالبة بإلغاء رسوم ORF
أكد هافنيكر مجددًا على مطالب حزب الحرية بإلغاء رسوم ORF، مشيرًا إلى أن ذلك كان أحد الدوافع الرئيسية لناخبي الحزب. وأكد أن التمويل يجب أن يأتي من الميزانية العامة، مع ضمان استقلالية ORF عن التدخل السياسي. ورفض الاتهامات بأن الحزب يسعى إلى تقييد حرية الإعلام، مؤكدًا أن الهدف هو توفير تمويل مستقر.
انتقادات حادة من حزب الخضر
انتقدت المتحدثة الإعلامية لحزب الخضر سيغريد ماورر خطط حزب الحرية، واصفة إياها بأنها “خطوة حاسمة في سيناريو تقييد حرية الإعلام على النمط الأورباني”.
معالجة إجراءات كوفيد على غرار نموذج النمسا السفلى
إلى جانب إلغاء رسوم ORF، كانت “معالجة” إجراءات كوفيد نقطة محورية في حملة حزب الحرية الانتخابية. وأكد هافنيكر أن النموذج المتبع في النمسا السفلى يمكن أن يكون مثالًا يُحتذى به. كما أشار إلى خطط لبناء نفق لوباو في فيينا وطريق بودينسي السريع في فورارلبرغ.
حزب الشعب يركز على حوافز العمل
أكد مارير أن الهدف هو تخفيف العبء على المواطنين والشركات، مع التركيز على تبسيط النظام الضريبي. واقترح نظامًا ضريبيًا موحدًا بنسبة 20% لتحفيز العمل والإنتاجية، بما في ذلك العمل الإضافي والدخل الإضافي للمتقاعدين.
انتقادات من حزب NEOS
انتقد حزب NEOS اقتراح الضريبة الموحدة، مؤكدًا أن التخفيفات الضريبية يجب أن تشمل جميع العاملين بغض النظر عن العمر أو نوع العقد.
خطة لخفض العجز المالي
أشار المفاوضون إلى الاتفاق المبدئي على خفض العجز إلى أقل من 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025، مع توفير نحو 6.4 مليار يورو. وأعرب مارير عن تفاؤله بإمكانية وضع خطة مالية لسبع سنوات.
انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات يوم الجمعة
من المقرر أن تنتهي الجولة الأولى من المحادثات يوم الجمعة، مع مناقشة قضايا التعليم والمعاشات والصحة والسياسة الخارجية والأوروبية. ومن المتوقع أن تحتاج مجموعات العمل إلى جولات إضافية قبل أن تتدخل اللجان التوجيهية للحزبين.
بدء المفاوضات يوم الاثنين
بدأت المفاوضات يوم الاثنين، مع مناقشة قضايا البنية التحتية والنقل والأمن الداخلي والزراعة والمناخ والأسرة. ولم يتم الكشف عن أي اتفاقيات حتى الآن، بينما يُتوقع أن تُناقش القضايا الحساسة مثل “درع السماء” والسياسة الأوروبية من قبل قيادات الحزبين.
