حزب الشعب النمساوي (ÖVP) يختار كريستيان ستوكر زعيمًا للحزب
فيينا – INFOGRAT:
انتُخب المستشار الفيدرالي كريستيان ستوكر (ÖVP) رسميًا كرئيس لحزب الشعب النمساوي (ÖVP) خلال المؤتمر العام للحزب الذي عُقد يوم السبت في مسقط رأسه في وينر نويشتات داخل قاعة أرينا نوفا. وكان ستوكر قد تولى قيادة الحزب بشكل مؤقت بعد الاستقالة المفاجئة لزعيم الحزب والمستشار السابق كارل نهامر، لكنه أصبح الآن رئيسًا منتخبًا بشكل رسمي.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أصبح المستشار النمساوي كريستيان ستوكر رسميًا رئيس حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، وذلك بعد انتخابه خلال المؤتمر العام للحزب يوم السبت في مدينته فيرنر نويشتات.
حصل ستوكر، البالغ من العمر 65 عامًا، على 98.42% من الأصوات خلال الانتخابات التي جرت في المؤتمر. وكان ستوكر قد تولى قيادة الحزب بشكل مؤقت منذ انسحاب كارل نيهامر في يناير.
وفي كلمة ألقاها أمام 2,000 من أنصار الحزب قبل التصويت، شدد ستوكر على وحدة الحزب وأشاد بأهمية التوصل إلى توافق سياسي كعامل أساسي في إدارة شؤون البلاد.
حضر المؤتمر جميع رؤساء الحزب السابقين خلال العقود الثلاثة الماضية، باستثناء راينهولد ميترلينر، ودخل ستوكر إلى القاعة برفقة سلفه نهامر، الذي استغل الفرصة لإلقاء خطاب وداعي عاطفي استعرض فيه مسيرته السياسية ووجه الشكر لرفاقه في الحزب.
وصف نهامر تعيينه لستوكر كأمين عام للحزب بأنه “إحدى أفضل قراراته”، مشيرًا إلى أن ستوكر كان “الدرع والسيف للحزب”، كما تحدث عن قدرة الفريق الذي قاده على تجاوز العديد من الأزمات، مثل لجنة التحقيق في قضايا الفساد داخل حزب ÖVP، والتي زعم أنها كانت محاولة “لتدمير حزب الشعب”.
تأكيد على الدعم الداخلي لستوكر
قبل التصويت، أكدت يوهانا ميكل-لايتنر، حاكمة ولاية النمسا السفلى، على دعم الحزب الكامل لستوكر، قائلة: “يومًا بعد يوم، تزداد نسبة الدعم له بين المواطنين”.
انتخاب نواب الرئيس واستعداد للاحتفال بمرور 80 عامًا على تأسيس الحزب
المؤتمر العام الـ41 لحزب ÖVP تزامن مع الذكرى السنوية الـ80 لتأسيسه عام 1945، حيث تم استعراض 18 رئيسًا سابقًا للحزب عبر مجسمات بالحجم الطبيعي، وكان ستوكر أكثر الشخصيات التي جذبت اهتمام المشاركين لالتقاط الصور، إلى جانب المستشار السابق سيباستيان كورتس، الذي لا يزال يتمتع بشعبية بين أنصار الحزب.
إلى جانب انتخاب ستوكر، تم أيضًا التصويت على نوابه الأربعة، وهم:
- كارولين إدتشتادلر، التي يُنظر إليها كخليفة لحاكم ولاية سالزبورغ فيلهيلم هاسلاور.
- توماس شتيلتسر، حاكم ولاية النمسا العليا.
- صوفيا كيرشر، عضوة البرلمان الأوروبي.
- فيرونيكا مارت، رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية فورارلبرغ.
وكانت لجنة الانتخابات الحزبية قد اتفقت بالإجماع الأسبوع الماضي على هذه الأسماء، فيما قررت باربرا أيبينغر-ميدل عدم الترشح مجددًا لمنصب نائبة الرئيس، مفضّلة التركيز على دورها كوزيرة مالية، كما تم انتخاب المسؤول المالي الفيدرالي للحزب خلال المؤتمر.
اهتمام متزايد بدور المرأة في الحزب
أشار كريستيان ماركيتي، الأمين العام للحزب، إلى زيادة نسبة تمثيل المرأة في القيادة، حيث قال: “بوجود ثلاث نساء من أصل أربعة نواب للرئيس، ومع نسبة تمثيل نسائي تقارب 50% بين المندوبين، فإن هذا المؤتمر العام لا يرمز فقط إلى الاحتفال بمرور 80 عامًا على الحزب، بل يعكس أيضًا تغييرًا إيجابيًا نحو تعزيز دور المرأة في قيادة الحزب”.
نتيجة التصويت واستحالة تكرار نجاح نهامر
تمت عملية التصويت بشكل سري، حيث تم انتخاب رئيس الحزب ونوابه والمسؤول المالي الفيدرالي عبر الاقتراع الورقي، في حين جرت انتخابات هيئات أخرى مثل لجنة المراقبة الفيدرالية، المحكمة الحزبية الفيدرالية، والمراجع المالي الفيدرالي برفع الأيدي.
لكن ستوكر لم يكن قادرًا على تحقيق النتيجة التي حصل عليها سلفه نهامر، والذي انتُخب في عام 2022 بنسبة 100% من الأصوات خلال مؤتمر استثنائي للحزب. كما حصل سباستيان كورتس على 98.7% من الأصوات في عام 2017، بينما نال راينهولد ميترلينر 99.1% في عام 2014.
التغيير في موقف ستوكر بشأن التحالف مع حزب الحرية (FPÖ)
كان نهامر قد استقال بعد فشل مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية ثلاثية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) وحزب نيوس (NEOS)، كما أنه استبعد بشكل قاطع التحالف مع حزب الحرية اليميني (FPÖ).
في المقابل، تبنّى ستوكر موقفًا مختلفًا بعد تعيينه زعيمًا مؤقتًا للحزب، حيث بدأ مفاوضات مع FPÖ رغم أنه كان قد استبعد ذلك في البداية. وبرر قراره بالقول: “الأمر لا يتعلق بي، بل بمصلحة البلاد التي تحتاج إلى حكومة مستقرة”.
غير أن هذه المفاوضات انهارت بعد شهر، مما دفع الحزب للعودة إلى محادثات الائتلاف الثلاثي مع SPÖ وNEOS، والتي نجحت في النهاية بتشكيل حكومة جديدة.
من السياسة المحلية إلى قيادة الحزب
بدأ ستوكر مسيرته السياسية في السياسة المحلية، حيث أصبح رئيسًا لفرع الحزب في مدينته وينر نويشتات عام 2000، وتولى منصب نائب العمدة في وقت كانت فيه المدينة تحت سيطرة الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ).
لكن في عام 2015، عندما نجح حزب ÖVP في تشكيل ائتلاف ضد الاشتراكيين والاستحواذ على السلطة في المدينة، قرر ستوكر عدم تولي منصب العمدة، وبدلاً من ذلك، سلّم المنصب إلى كلاوس شنايبرجر، زعيم كتلة الحزب في برلمان ولاية النمسا السفلى.
في عام 2019، دخل ستوكر البرلمان الوطني، وفي عام 2022، عيّنه نهامر أمينًا عامًا للحزب، قبل أن يصبح الآن زعيمًا له.



