خبراء يحذرون من تزايد نفوق الحشرات الذي يُهدد محاصيل النمسا وطيورها بسبب الزراعة المكثفة

فييناINFOGRAT:

حذر خبراء ومنظمات حماية الحيوان في النمسا من أن تناقص أعداد الحشرات بات يشكل تهديداً خطيراً على جوانب متعددة من الحياة، بما في ذلك الأنواع العديدة من الطيور، والمحاصيل الزراعية، والنظام البيئي بشكل عام، وقد دعوا إلى تخفيف ممارسات الزراعة المكثفة كأحد الإجراءات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

تعد الحشرات عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه في البيئة، وهي وظائف حيوية باتت معروفة على نطاق واسع، وتشمل تلقيح النباتات، وتوفير الغذاء للحيوانات، وتحسين جودة التربة، والمساعدة في السيطرة على الآفات الضارة. وقد أكدت الجمعية النمساوية لحماية الحيوان على هذه الأهمية.

وأظهرت دراسة حديثة أن أعداد الحشرات شهدت انخفاضاً مستمراً خلال العام الجاري. وفي هذا السياق، صرحت Laura Waldner، رئيسة قسم علم الحيوان في متحف ولاية كيرنتن، قائلة: “حتى لو نظرت الآن في مصائدي وقارنتها بمواد تعود إلى خمس سنوات مضت، ستلاحظ أنه لم يعد هناك الكثير من الحشرات كما كان في السابق”.

أنواع معرضة للخطر وأسباب التناقص

وفقاً للهيئة الفيدرالية للبيئة، فإن أكثر من نصف أنواع الفراشات النهارية، والجراد، واليعاسيب، مُدرجة الآن على “القائمة الحمراء” للأنواع المهددة بالانقراض. كما تتعرض العديد من أنواع النحل البري والخنافس للخطر.

من جهته، حذر Thomas Frank، رئيس معهد علم الحيوان في جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة (Universtität für Bodenkultur)، من المزيد من ختم التربة (sealing of soil)، وهو ما يُسهم في تسريع وتيرة تغير المناخ ونفوق الحشرات.

وأكد الخبراء أن الزراعة الأحادية (Monokulturen)، واستخدام المبيدات الحشرية، والإفراط في التسميد بالقطاع الزراعي لا تزال تمثل أسباباً رئيسية وراء هذه الأزمة. ونتيجة لذلك، تتزايد الآفات بسبب انقراض الحشرات النافعة.

انخفاض حاد في أعداد الحوامات

ويُبرز مثال ذباب الحوامات (Schwebefliegen) خطورة الوضع؛ حيث تبدو هذه الحشرات كالنحل الصغير وهي من الملقحات المهمة وصيادة لحشرات المن (Blattlausjäger). ويُشير Kurt Kotrschal، وهو عالم أحياء كان قد لُقب بـ “عالم العام” سابقاً، إلى أن حوالي ثلث أنواع الحوامات البالغ عددها 500 نوع تواجه خطر الانقراض. وقد انخفضت وتيرة ظهور هذه الحشرات بنسبة 90% مقارنة بعام 1970.

وتعقيباً على ذلك، ذكرت عالمة الحيوان Laura Waldner: “من الطبيعي أن تختفي الأنواع. عندما يختفي الموطن الطبيعي، وعندما تكون التجمعات السكانية صغيرة بالفعل وبها عدد قليل من الأفراد، فإنها تختفي ببساطة. غالباً لا ندرك عدد الأنواع التي اختفت بالفعل”.

ويُهدد نقص الحشرات، وخاصة الملقحات منها، الإنتاج الزراعي بشكل متزايد، مما دفع العلماء إلى القول بأن الوقت قد حان لإعادة التفكير في الممارسات المتبعة.

طيور مهددة وحلول مقترحة

على صعيد آخر، تتعرض أنواع من الطيور، مثل طائر Kohlmeise (القرقف الفحمي)، وFeldsperling (دوري الحقل)، وRotkelchen (أبو الحناء الأوروبي)، للتهديد لأن الحشرات تشكل غذاءً حيوياً لصغارها.

ومع ذلك، يمكن لكل فرد أن يساهم في توفير بيئة ملائمة للحشرات. ومن المقترحات التي يمكن تطبيقها زراعة الزهور البرية، والخزامى (Lavendel)، والذرة الزرقاء (Kornblumen) في الحدائق أو على الشرفات، وتجنب استخدام المبيدات الحشرية، وتقليل الأضواء الخارجية، وتوفير مصادر للمياه لإرواء عطش الطيور والحشرات خلال فترات الحرارة والجفاف.

مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى