خبير نمساوي يستبعد “الابتزاز” في عملية سرقة مجوهرات متحف اللوفر بـ باريس
اقتحم لصوص مجهولون متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، وتمكنوا من سرقة مجموعة من المجوهرات ذات “القيمة الثقافية والتاريخية التي لا تُقدر بثمن”. وفي أول تعليق له على الحادث، استبعد المدير العام السابق لمتحف ألبرتينا فيينا، Klaus Albrecht Schröder، أن تكون دوافع السرقة ترمي إلى ابتزاز المتحف، مشيرًا إلى أن الهدف الحقيقي هو تفكيك المسروقات وبيعها، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أوضح Schröder، أن الهدف من سرقة قطع المجوهرات “ليس ابتزاز المتحف للحصول على المال، بل تكسير الأحجار الكريمة، وإعادة صقلها بحيث لا يمكن التعرف عليها، وربما صهر الذهب، ومن ثم بيع هذه المجوهرات والاستفادة منها”.
السرقة في أربع دقائق والوقت الحرج
استبعد Schröder أن يكون توقيت السرقة، الذي جاء مباشرة بعد فتح المتحف أبوابه، مجرد مصادفة، قائلًا: “في ذلك الوقت نكون في أضعف حالاتنا. يتم إيقاف أجهزة تأمين القاعات وأجهزة كشف الحركة لأننا نتوقع الجمهور. قد يكون حارس الأمن في مكان ما على بعد ثلاث أو أربع قاعات، حيث يبدأ جولته. ولفترة وجيزة تكون الأشياء التي يريد اللص سرقتها بلا حراسة”.
ووفقًا للتحقيقات الأولية، تمكن أربعة رجال من دخول متحف اللوفر حوالي الساعة 9:30 صباحًا عبر نافذة قاموا بكسرها. ويُعتقد أن العملية برمتها لم تستغرق منهم سوى أربع دقائق. تمكن الجناة من الفرار بثماني قطع مجوهرات ثمينة تعود لملكات وإمبراطورات سابقات، تشمل تيجان وعقود وأقراط ودبابيس زينة.
وفي البداية، سرق الجناة أيضًا تاج الإمبراطورة Eugénie (1826-1920) المزخرف بالزمرد ومئات قطع الألماس. لكن تم العثور على التاج متضررًا في مكان قريب من متحف اللوفر.
استحضار سرقة “Saliera”
أعاد حادث اللوفر إلى الأذهان أكبر عملية سرقة فنية شهدتها النمسا حتى الآن، وهي سرقة تحفة “Saliera” من متحف Kunsthistorisches Museum في فيينا بتاريخ 11 مايو 2003. حينها، تسلل الجاني، وهو خبير في أنظمة الإنذار، إلى المتحف عبر سقالة بناء، وتم الكشف عن هويته بعد ثلاث سنوات من السرقة.
وعلّق Klaus Albrecht Schröder على الأمر قائلًا: “لا يمكننا أن نستبعد الهجمات على المتاحف بالكامل، لأننا لسنا خزنة بنك، ولسنا حصن Fort Knox حيث يكون الذهب غير قابل للوصول على الإطلاق. بل نريد أن نجعل فنوننا وكنوزنا الفنية متاحة للجمهور بأقل قدر ممكن من العوائق”.



