دراسة أوروبية تكشف أن المسلمون في النمسا يعانون من أعلى مستويات التمييز في أوروبا
فيينا – INFOGRAT:
تتزايد التوجهات المعادية للإسلام في العديد من البلدان الأوروبية، وفقًا لما ذكره الخبراء. تختلف تجليات هذه الظاهرة ونتائجها في الدول المختلفة، لكن ما يجمعها هو تزايد التمييز ضد المسلمين بشكل عام.
وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، أظهرت دراسة نشرتها الوكالة الأوروبية لحقوق الإنسان (FRA) أن المسلمين في النمسا يشعرون بأعلى مستوى من التمييز في أوروبا، حيث أفاد 74% من المشاركين في الاستطلاع أنهم تعرضوا لتمييز خلال السنوات الخمس الماضية. هذه النسبة هي الأعلى بين 13 دولة تم دراستها. في المقابل، سجلت ألمانيا نسبة 71%، بينما كانت النسب في السويد (23%) وإسبانيا (31%) أقل بكثير.
يوسف م. أوليد، المسؤول عن مكافحة التمييز في منظمة “رايتس إنترناشونال” الإسبانية، أشار إلى أن إسبانيا تعاني من مشكلة في توثيق حالات الإسلاموفوبيا. كما أكد أن الإسلاموفوبيا في أوروبا هي أكثر من مجرد تمييز، بل هي شكل من أشكال العنصرية، مثل معاداة السامية، واعتبر أن هناك عاملين رئيسيين أسهما في زيادة الإسلاموفوبيا في أوروبا: الأول هو السياسات الحكومية التي تستهدف المسلمين وتجرمهم، مثل قانون مكافحة الإرهاب في إسبانيا، الذي يفترض أن كل مسلم قد يكون إرهابيًا. أما العامل الثاني فهو صعود الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا، التي تضم شخصيات مثل مارين لو بن في فرنسا وجورجيا ميلوني في إيطاليا، والتي ساهمت في تطبيع الإسلاموفوبيا وشرعنتها في الخطاب السياسي.
في فرنسا، حيث سجلت الدراسة نسبة 43% من المسلمين الذين تعرضوا للتمييز، سلط الباحثون الضوء على ظاهرة “الهجرة العقلية” للمسلمين من فرنسا إلى دول أخرى هربًا من الإسلاموفوبيا المنتشرة هناك. بعض المسلمين في فرنسا، الذين تم توجيه أسئلة إليهم في دراسة أجرتها جامعة ليل، أشاروا إلى أنهم قرروا مغادرة البلاد بسبب ما وصفوه بـ”الإسلاموفوبيا المحيطية”. هؤلاء الأشخاص غادروا إلى دول مثل الإمارات العربية المتحدة (دبي) أو تركيا، بينما اختار آخرون مغادرة إلى كندا أو المملكة المتحدة، حيث تم استقبالهم هناك كفرنسيين لا كمسلمين.
من جهة أخرى، تسببت الهجمات الإرهابية التي شنها أعضاء من حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 في تصعيد مشاعر الإسلاموفوبيا على مستوى العالم. في ألمانيا، على سبيل المثال، تم تسجيل 1926 حادثة معادية للمسلمين في العام الماضي، 60% منها وقعت بعد الهجوم في أكتوبر. قالت إليزابيث والسير، من منظمة “كلايم”، إن هناك خطابًا سياسيًا يساهم في تغذية المعتقدات العنصرية ويجرم الجماعات المسلمة من خلال الربط بينهم وبين معاداة السامية.
في النمسا، تم تسجيل 1522 حالة من العنصرية المعادية للإسلام في عام 2023، وأكثر من ثلث هذه الحوادث تم تسجيلها في أكتوبر، بعد الهجمات الأخيرة من قبل حماس. أبدت ديزي ري سانداناسامي، المستشارة القانونية في مؤسسة “زارا” المعنية بمكافحة العنصرية، قلقها بشأن تطبيع الإسلاموفوبيا في النمسا، حتى من قبل الأحزاب السياسية التي ليست مرتبطة مباشرة بـ “حزب الحرية النمساوي” (FPÖ). وقالت إن السياسة والإعلام يعززان صورًا سلبية عن المسلمين، مما يعزز التمييز ضدهم ويجعل الإسلاموفوبيا مقبولة إلى حد بعيد في المجتمع.




