دراسة: اللاجئون السوريون يغيرون مكان إقامتهم أكثر من غيرهم في النمسا
INFOGRAT – فيينا:
أظهرت دراسة جديدة أن اللاجئين في النمسا يغيرون مكان إقامتهم بمعدل أعلى بكثير من الأشخاص غير النمساويين الذين لم يفروا من بلدانهم. حيث تشير الدراسة إلى أن اللاجئين يغيرون مكان إقامتهم بمعدل 3.8 مرة أكثر من غيرهم من الأشخاص غير النمساويين.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، قام باحثون من مركز علوم التعقيد في فيينا (CSH) بنشر هذه الدراسة في مجلة “جنوس”، حيث تبين أن الأشخاص اللاجئين يغيرون مكان إقامتهم أكثر من أولئك الذين هاجروا طوعًا من نفس الدولة الأصلية. وأشارت أولا علي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن الاستقرار في مكان واحد مهم لتطوير ارتباط مع المجتمع المحلي، ما يساعد على التكيف مع الحياة اليومية، مثل التوجه إلى الأطباء والمدارس. بالمقابل، كل عملية انتقال تُعد عبئًا اجتماعيًا وماليًا، خاصة بالنسبة للأشخاص المحرومين.
التفاوت بين الجنسيات
أظهرت الدراسة أيضًا أن هناك تفاوتًا كبيرًا في عدد مرات انتقال الأشخاص بحسب جنسياتهم. فمثلاً، كان اللاجئون السوريون يغيرون مكان إقامتهم أكثر من غيرهم، بمعدل يزيد بنسبة 2.2 مرة عن اللاجئين الأوكرانيين، و1.7 مرة أكثر من اللاجئين الأفغان. ومن جهة أخرى، كان اللاجئون السوريون يغيرون مكان إقامتهم ضعف عدد المهاجرين من ألمانيا.
الاختلافات القانونية والعملية
أشارت الدراسة إلى أن الوضع القانوني للاجئ قد يؤثر في استقراره. على سبيل المثال، اللاجئ الأوكراني في النمسا يحصل عادةً على وضع “النازح”، بينما يحصل اللاجئ السوري على وضع “اللجوء” أو “الحماية الثانوية”، ما يترتب عليه حقوق وواجبات مختلفة.
تأثير العوامل الشخصية
أضافت الباحثة أولا علي أن العوامل الشخصية مثل العمر، والتعليم السابق، والخبرة المهنية، وكذلك الحظ في العثور على سكن يمكن أن تؤثر في قرار تغيير مكان الإقامة.
الاختلافات بين الجنسين
أظهرت الدراسة أيضًا أن الرجال اللاجئين يغيرون مكان إقامتهم تقريبًا مرتين أكثر من النساء. وهذه الظاهرة يمكن تفسيرها بحقيقة أن النساء، باستثناء اللاجئات الأوكرانيات، غالبًا ما يأتين إلى النمسا ضمن برامج لم شمل الأسرة، بينما يعاني الرجال من عدة انتقالات قبل الوصول إلى الاستقرار.
النتائج النهائية
في النهاية، أشارت الدراسة إلى أن معاناة الأشخاص الذين اضطروا للفرار من بلادهم لا تنتهي بمجرد وصولهم إلى النمسا. بل يواجهون تحديات جديدة، بما في ذلك عملية الاندماج المعقدة والطويلة.



