دراسة تكشف أن الأصل الاجتماعي للطلاب له تأثير المستقبل التعليمي للأطفال في النمسا
فينا – INFOGRAT:
أشارت الباحثة في مجال التعليم العالي في معهد الدراسات العليا (IHS)، فيلستا زوشا، إلى أن الأصل الاجتماعي لا يزال له تأثير كبير على ما إذا كان الأطفال سيواصلون تعليمهم الجامعي وأين سيتابعونه، موضحةً أن الفرص لم تتغير كثيرًا بالنسبة للأطفال الذين ينحدرون من أسر ذات مستوى تعليمي منخفض.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تشير نتائج دراسة جديدة حول الوضع الاجتماعي للطلاب في النمسا إلى أن أكثر من نصف الطلاب الجدد ينحدرون من أسر غير أكاديمية، حيث لم يلتحق والديهم بأي مؤسسة تعليمية جامعية. ووفقًا للدراسة التي أُجريت بتكليف من وزارة التعليم، تبلغ هذه النسبة في الجامعات العامة 52%، بينما تصل في الجامعات التطبيقية (FH) إلى 65%، وفي برامج الدراسة المهنية إلى 71%.
وفي ظل هذه الأرقام، تساءلت الباحثة زوشا ما إذا كان قد تم تحقيق أي تقدم حقيقي في النظام التعليمي، مشيرة إلى أن مستوى التعليم في النمسا قد ارتفع على نطاق واسع، حيث وصل معدل التحاق النمساويين بالجامعات إلى 40% في عام 2022/23، إلا أن الوضع لا يزال يعكس “تأثير المصعد” – بمعنى أن الجميع يرتفعون قليلاً، ولكن النظام لا يزال غير أكثر مرونة.
زيادة الالتحاق بالتعليم العالي ولكن مع بقاء فجوة اجتماعية
وفقًا للدراسة، لا يزال هناك فارق كبير في فرص الطلاب في البدء في التعليم الجامعي بناءً على مستوى تعليم والديهم، حيث تظل احتمالية الالتحاق بالجامعة أعلى بنسبة 2.5 مرة للأطفال الذين لديهم والدان يحملان شهادة الثانوية العامة (ماتورا)، وهذه النسبة أكبر إذا كان أحد الوالدين يحمل شهادة جامعية.
التعليم المهني مقابل الجامعات العامة
تظهر الدراسة أيضًا أن الفرق بين الجامعات العامة والجامعات التطبيقية (FH) في اختيار الدارسين لأول مرة واضح، حيث أن الجامعات التطبيقية تقدم برامج تعليمية عملية تتيح للطلاب الجمع بين العمل والدراسة، مما يجعلها أكثر جذبًا للأشخاص الذين يدخلون التعليم العالي عبر الطريق المهني أو بعد فترة من العمل.
كما أظهرت الدراسة أن عرض التعليم المهني في الجامعات التطبيقية يتزايد، حيث توفر هذه الجامعات برامج دراسات مهنية مرنة تتماشى مع احتياجات الحياة المهنية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين لا ينحدرون من أسر أكاديمية.
خلاصة: تحديات التعليم العالي والفرص الاجتماعية
في الختام، أكدت زوشا أن “الوصول إلى التعليم العالي لم يتحسن بشكل كبير من الناحية الاجتماعية”، مشيرة إلى أن التحديات التي فرضتها الأزمات الأخيرة مثل جائحة كورونا، الحرب، وارتفاع الأسعار جعلت من الصعب على الكثيرين مواصلة دراستهم الجامعية. وبينما يظل النظام التعليمي في النمسا يتسم بقدر من المرونة، إلا أن الوضع الاجتماعي للأفراد لا يزال يؤثر بشكل كبير على خياراتهم التعليمية.



