دراسة تكشف الحاجة لتحسين التدريب المهني في النمسا لمواجهة نقص المهارات

أظهرت دراسة حديثة أن هناك حاجة ملحة لتحسين التدريب المهني في النمسا لمواجهة نقص العمالة المؤهلة ورفع جودة التدريب المهني، وفقًا للدراسة، يتم حاليًا تدريب حوالي 102.000 متدرب في النمسا في 230 مهنة، ويتم تزويد هؤلاء المتدربين بالمعرفة والمهارات اللازمة للعمل في هذه المهن. لكن الشركات النمساوية ترى أن هناك فجوات كبيرة في هذا المجال، مما يستدعي تركيز السياسات التعليمية على هذا القطاع في السنوات المقبلة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أشارت الدراسة إلى أن 52% من الشركات التي تقدم التدريب المهني ترى أن الركود الاقتصادي لم يؤثر على أهمية التعليم المهني المزدوج، حتى في ظل تراجع عدد المتدربين الجدد بنسبة 6.24% في العام الماضي. من جانب آخر، صرح جورج كنيّل، رئيس رابطة الصناعيين النمساويين، أن هناك حاجة ملحة لتوجيه الاهتمام نحو فئات جديدة من الناس للمساهمة في سد نقص المهارات المتخصصين في البلاد. وأكد كنيّل على ضرورة زيادة تمثيل النساء في المجالات التقنية والعلمية مثل الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والعلوم الطبيعية والهندسة، وهي ما تُعرف بمجالات مهن “MINT”، بالإضافة إلى أنه أشار إلى أن العديد من المهاجرين في النمسا ليس لديهم معرفة كافية حول النظام المزدوج للتعليم المهني الذي يعتمده البلد.

كما أكدت الدراسة أن تحسين تحضير المتدربين لمتطلبات سوق العمل هو أمر بالغ الأهمية. حيث ترى 79% من الشركات أن هناك حاجة ماسة لتحسين المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب. وفي ذات السياق، يرى حوالي 77% من الشركات أنه يجب التركيز بشكل أكبر على مهارات التعامل الاجتماعي والعمل الجماعي، بينما يعتقد 76% أن التوجيه المهني في المدارس يمكن أن يتم بشكل أفضل. وقال روبرت ماتشتلينغر، رئيس (zlö) مستقبل التعليم بالنمسا، في هذا السياق، إن نتائج الدراسة تظهر الحاجة الماسة لتحسين التعليم المهني في جميع المراحل التعليمية في النمسا.

وتوصي الدراسة أيضًا بأن يتم تدريس المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب في مرحلة مبكرة، خاصة في المنازل والمدارس الابتدائية، مع تحسين التعاون بين المدارس والشركات لتوفير فرص التدريب. وحسب الدراسة، يعتقد 93% من الشركات أن التوجيه المهني في المدارس يجب أن يقدم صورة أكثر واقعية عن سوق العمل لمساعدة الشباب على فهم التحديات المستقبلية التي قد يواجهونها.

وفيما يتعلق بفرص التدريب في الشركات، أظهرت الدراسة أن حوالي 94% من الشركات تقدم بانتظام أو بشكل دوري “فرصا للتجربة” للطلاب في أماكن العمل، بينما أفادت 77% من الشركات أن المتدربين قد استفادوا من هذه الفرص قبل بداية تدريبهم.

ختامًا، أكدّت الدراسة على أن تطوير المهارات والقدرات الابتكارية لدى القوى العاملة المستقبلية يعد عاملًا حاسمًا في تعزيز قدرة النمسا على مواجهة تحديات الصناعة والاقتصاد. وقالت مونيكا ساندبرغر، المديرة التنفيذية لـ (zlö)، في هذا السياق إنّ تطوير القوى العاملة الماهرة هو العامل الرئيسي لنجاح النمسا في المستقبل.

لإجراء الدراسة، تم استطلاع آراء 605 من الشركات التدريبية في الفترة ما بين 9 و28 أكتوبر 2024، وبلغ هامش الخطأ الإحصائي الأقصى 4.07%.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى