دراسة عن العنف ضد المرأة في النمسا تكشف صفر تدخل إيجابي في 80 حالة إبلاغ عنف أسري موثقة

فييناINFOGRAT:

كشفت دراسة أجرتها جامعة UMIT الخاصة في مقاطعة Tirol عن نتيجة مُحبطة وصادمة حول العنف ضد المرأة. ففي محادثات مُعدَّة مسبقاً، روت فيها مشارِكات تعرضهن للعنف المنزلي، لم يسجل أي تدخل إيجابي أو فعال من أي طرف مُشارك في المحادثة في جميع الحالات البالغ عددها ثمانين حالة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

الهدف من الدراسة والنتائج غير المتوقعة

سعت الأخصائيتان النفسيتان قيد التدريب، Kathinka Enderle وOlivia Sapinsky، من خلال هذه الدراسة، إلى تحليل رد فعل الطرف الثالث عند الإبلاغ عن العنف من قِبَل المُتضررة. كان الهدف هو معرفة كيف يتفاعل الناس الذين يستمعون إلى مثل هذه التقارير، ومن ثم تقديم توصيات عملية حول أفضل السبل للاستجابة لمثل هذه الإفادات.

وفي هذا السياق، قالت Sapinsky: “لقد فاجأنا الواقع بشدة”.

وقد أكدت Enderle أن الباحثين تعمدوا خلق موقف واقعي وآمن في الوقت نفسه، حيث كان بإمكان أي شخص أن يقول أو يسأل أي شيء. وأضافت: “لم يكن الأمر يتعلق بعمل بطولي، بل بحد أدنى من رد الفعل”. ووُصفت نتائج الدراسة بأنها لا يمكن أن تكون أكثر وضوحاً: لم يتفاعل أي شخص إطلاقاً، ولم تُسجَّل أي استفسارات، ولا عروض مساعدة أو محاولات للتواصل مع المُتضررة.

وقد علقت Kathinka Enderle على النتيجة بالقول: “إن عدم رؤيتنا لأي تدخل إيجابي في 80 حالة كان أمراً صادماً، مهنياً وشخصياً”، وأضافت Olivia Sapinsky: “لم نكن نتوقع أن لا يتفاعل أحد بالفعل”.

لم يتم تجاهل الأمر بالكامل

على الرغم من عدم وجود تفاعل، أظهرت الاستبيانات اللاحقة أن ما قيل لم يتم تجاهله، حتى لو أفاد نصف المشاركين بذلك. وكان العديد منهم مقتنعين بأن الموقف الذي شاهدوه كان حقيقياً. وصفت المشاركات من الإناث في كثير من الأحيان مشاعر مثل التأثر أو القلق أو الارتباك.

وأوضح Can Gürer، قائد الدراسة: “بعض الناس شعروا بشيء ما بالفعل، لكنهم لم يفعلوا شيئاً”، مُضيفاً: “هذا التباين تحديداً هو جوهر الأمر من الناحية النفسية: الإدراك لا يكفي. والعاطفة لا تكفي. وشعور المسؤولية لا يتولد تلقائياً”.

أسباب عدم التدخل

كشفت المقابلات التي أُجريت لاحقاً عن أسباب عدم التدخل. ومن بين الأسباب التي تم ذكرها: الشعور بعدم اليقين والخوف من سوء تقدير الموقف. ومن المحتمل أيضاً أن يكون الاعتقاد بأن العنف في العلاقات هو “شأن خاص” عاملاً حاسماً. وأشارت Enderle إلى أن “الكثيرين اعتقدوا أنه لا يجوز لهم التدخل، أو أن الأمر ليس من مسؤوليتهم”.

وترى Sapinsky أن هذا التردد ليس مشكلة فردية، بل هو تعبير عن أنماط اجتماعية. وقالت: “عندما نتعامل مع العنف في بيئتنا على أنه أمر خاص، فإننا لا نحمي المُتضررات، بل نحمي أولئك الذين يمارسون العنف”.

ووفقاً للباحثين، فإن اتخاذ الخطوة الأولى لا يتطلب شجاعة أو معرفة متخصصة، بل يتطلب فقط الاستعداد لعدم غض الطرف.

أهمية الجملة البسيطة

أكد Gürer أن الهدف ليس توجيه اللوم، بل توضيح مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه جملة بسيطة مثل: “هل أنت بخير؟” أو “هل تحتاجين إلى مساعدة؟”. وأشارت Enderle إلى أن الصمت ليس محايداً أبداً. واختتمت حديثها قائلة: “من يسمع بالعنف أو يشتبه فيه يتحمل مسؤولية، ليست مسؤولية حل المشكلة بمفرده، ولكن مسؤولية عدم غض الطرف. قد يبدو الصمت غير ضار، لكنه قرار. وفي كثير من الأحيان، يدفع شخص آخر الثمن”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى