دعوات في النمسا لإظهار التعاطف مع جميع الضحايا في الصراع بالشرق الأوسط
تزايدت مظاهر العداء للسامية في النمسا منذ اندلاع الحرب بين الجيش الإسرائيلي وتنظيم حماس في السابع من أكتوبر 2023، حيث بات العديد من اليهود، بمن فيهم المقيمون في النمسا، يواجهون عداءً وكراهية متزايدة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وأشارت Ruth Lauppert-Scholz، مديرة جمعية “Granatapfel” الثقافية في Graz، إلى أن نحو مئة شخص من أبناء الطائفة اليهودية هناك يعيشون تغيراً ملموساً في تعامل المجتمع معهم. وقالت: “هناك أمثلة صغيرة تُظهر أن معاداة السامية باتت جزءاً من الخطاب المجتمعي. كنت أقرأ مؤخراً في مقهى بكتاب حول التاريخ اليهودي في النمسا، فجاءني زوجان وقالا إن هذا لم يعد مقبولاً قراءته علناً في النمسا اليوم”.
من جانبه، أكد Elie Rosen، رئيس الطائفة اليهودية (Israelitische Kultusgemeinde)، أن حجم ونوعية التهديدات والاعتداءات قد تغيرت، موضحاً: “لم يعد الأمر يتعلق فقط بالعدد، بل بالنوعية أيضاً، نتلقى عبر البريد الإلكتروني إهانات فظة وتهديدات صريحة، منها القول إن يوم الحساب سيأتي. اللهجة صارت مختلفة تماماً”.
كما لُوحظ ازدياد في المنشورات المعادية لليهود على منصات التواصل الاجتماعي. فقد دانت هيئة ORF منشوراً وصفته بغير المقبول، كتبه أحد محرريها، بينما أشارت Daniela Grabovac من مكتب مكافحة التمييز في ولاية Steiermark إلى أن العديد من المنشورات المعادية لليهود مصدرها أوساط يسارية، وغالباً ما تُبلّغ عبر تطبيق “Ban Hate”. وأوضحت أن النقد السياسي بحد ذاته مشروع، لكن المشكلة تكمن في ربطه بأفكار متطرفة معادية لإسرائيل ولليهود، حيث “يُحمّل جميع اليهود في العالم مسؤولية ما يجري في غزة”.
من جانبها، شددت Lauppert-Scholz، التي تعمل أيضاً في مجال الوقاية من معاداة السامية بالمدارس، على ضرورة تجنّب الاستقطاب، مؤكدةً أنه يجب إبداء التعاطف مع الضحايا على الجانبين، سواء كانوا ضحايا هجمات حماس أو المدنيين في غزة.



