رئيس غرفة تجارة فيينا: Eurovision فرصة اقتصادية كبرى رغم ذروة الموسم السياحي

أكد فالتر روك (Walter Ruck)، رئيس غرفة تجارة فيينا (Wirtschaftskammer Wien)، أهمية مسابقة الأغنية الأوروبية (Eurovision Song Contest – ESC) كمحرّك اقتصادي حيوي لمدينة فيينا، رغم الأعداد المرتفعة أصلاً للسياح في شهر مايو، وأوضح أن الحدث يمثل فرصة كبيرة لإحداث قيمة اقتصادية مضافة من خلال تنشيط سلاسل القيمة المرتبطة به واستقطاب جمهور واسع من الزوار.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أشار روك إلى أن الدورة التي استضافتها فيينا عام 2015 ولّدت قيمة اقتصادية تقدّر بنحو 40 مليون يورو واستقطبت نحو 20 ألف زائر، وأعرب عن قناعته بإمكانية مضاعفة هذه الأرقام شريطة تنفيذ الحدث وفق أسس مهنية وتنظيمية محكمة.

توسيع العروض والفعاليات المرافقة

ولتعزيز الجاذبية الاقتصادية للحدث، اقترح روك توسيع برنامج الفعاليات المرافقة لمسابقة يوروفيجن بشكل كبير. وضرب مثلاً بمدينة بازل (Basel) السويسرية، حيث لم يقتصر الحدث على المنافسة الغنائية فقط، بل شمل أيضًا عروضًا عامة (Public Viewing) وفعاليات جانبية متعددة.

وقال روك: “من خلال تنويع العروض، نجذب مزيدًا من الزوار، وكل زائر إضافي يساهم في زيادة القيمة الاقتصادية”. وأضاف: “لدينا أمثلة رائعة على نجاح هذا النموذج. يمكن استخدام مواقع مثل ملعب براتَر (Praterstadion)، أو جزيرة الدانوب (Donauinsel)، أو حتى قصر شونبرون (Schönbrunn). أعتقد أن خيالنا لا حدود له، والمهم هو استثمار الإمكانات المتاحة”.

كما شدد روك على أهمية الاستثمار في البنية التحتية بما يخدم ليس فقط يوروفيجن 2026، بل أيضًا أي فعاليات كبرى مستقبلية.

فيينا تتأهب لاستضافة نسخة 2026

من جانبها، أعلنت قاعة فيينا Stadthalle في بيان رسمي عن نية مدينة فيينا التقدم بترشح لاستضافة مسابقة يوروفيجن 2026، مؤكدة سعيها لتقديم عرض منافس ومتكامل رغم وجود اهتمام من مدن وأقاليم أخرى.

وقالت إدارة القاعة: “نحن مستعدون تماماً لتنظيم المسابقة بأعلى المستويات التقنية”. وأضاف البيان أن القاعة تتمتع بخبرة طويلة، لا سيما بعد النجاح الكبير في نسخة 2015، بالإضافة إلى توفر بنية تحتية حديثة، تشمل منظومة كهروضوئية (Photovoltaikanlage) على مساحة 7200 متر مربع، ما يكرّس التزامها بالاستدامة البيئية.

“العتاد والبرمجيات يجب أن يكونا ملائمين”

من جانبه، أكد نوربرت كيتنر (Norbert Kettner)، مدير هيئة السياحة في فيينا (Wien Tourismus)، في تصريح لوكالة الأنباء النمساوية (APA) أن العاصمة جاهزة تماماً من جميع النواحي، قائلاً: “لكي تكون مضيفًا ناجحًا، يجب أن تتوفر البنية الصلبة (Hardware) وكذلك البرمجيات (Software)“.

وأوضح كيتنر، الذي ترأس أيضًا اللجنة التنظيمية لنسخة 2015، أن فيينا متصلة جويًا مع 190 وجهة دولية وفق جدول الرحلات الصيفية الحالي، وتُعد المدينة الأوروبية الأفضل ارتباطًا بالسكك الحديدية. كما شدد على أن فيينا تملك خبرة كبيرة في استضافة الفعاليات الكبرى، مشيراً إلى تنظيم المدينة سنويًا لأكثر من 6,000 مؤتمر وفعالية، بعضها يستقطب حتى 30,000 مشارك.

وأشار كذلك إلى أن المدينة توفر 82,000 سرير في 41,000 غرفة فندقية من مختلف الفئات، ما يجعل مسألة استيعاب الوفود والإعلاميين والزوار أمرًا غير مقلق.

فيينا كمدينة عالمية تجمع بين الكلاسيكية والمعاصرة

على المستوى “البرمجي”، أشار كيتنر إلى أن فيينا تتمتع بصورة مدينة منفتحة على العالم، ذات جودة حياة عالية وتنوع ثقافي. وقال إن استضافة نسخة 2015 ساهمت في تعزيز مكانة المدينة كمركز عالمي للموسيقى ليس فقط الكلاسيكية، بل المعاصرة أيضًا. واستشهد بالفنان JJ، الفائز الجديد بمسابقة يوروفيجن، والذي تلقى تعليمه في مدرسة الأوبرا التابعة لدار أوبرا فيينا (Wiener Staatsoper) ودرس في جامعة الموسيقى والفنون الخاصة بمدينة فيينا (Musik und Kunst Privatuniversität der Stadt Wien)، معتبراً إياه مثالاً يجسّد هذا الربط بين الأصالة والتجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى