رغم التقشف.. النمسا ترفع ميزانية الجيش وتواصل خطة التحديث حتى 2032
فيينا – INFOGRAT:
تعهدت وزيرة الدفاع النمساوية، كلوديا تانر (ÖVP)، مساء الأربعاء، بأن الاستثمارات المقررة في الجيش النمساوي (Bundesheer) ستُنفذ كما هو مخطط لها، رغم إجراءات التقشف التي أعلنتها الحكومة في موازنة 2025/2026، وأكدت أن ميزانية وزارة الدفاع ستشهد زيادة ملحوظة، على أن يتم اقتطاع التكاليف من بعض النفقات الإدارية، دون أن يمسّ ذلك الخطط الهيكلية أو التسلحية الأساسية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، شددت تانر على أن أي تخفيضات مرتقبة “لن تطال بأي حال من الأحوال خطة البناء والتحديث الشاملة للجيش”، كما أكدت أن “جميع المعدات الجاري التعاقد عليها حاليًا، وكذلك التدريبات العسكرية، ستبقى بمنأى عن التقشف”، واعتبرت أن موظفي الوزارة “يعرفون جيدًا أين يمكن التوفير دون المساس بجوهر المشروع”.
زيادة في الميزانية رغم التقشف
تحت مظلة الخطة الشاملة المعروفة باسم “خطة البناء 2032+”، والتي تم تأمينها ماليًا في الموازنة الجديدة التي عرضها وزير المالية ماركوس مارترباور (SPÖ) يوم الثلاثاء، سيرتفع تمويل الجيش بشكل ملحوظ، ووفق تانر، سيزداد إجمالي ميزانية عام 2025 بنسبة 18% مقارنة بعام 2024، أي بنحو 725 مليون يورو إذا ما أُدرجت الاعتمادات المالية الإضافية، وبدون هذه الاعتمادات، تبلغ الزيادة 349.1 مليون يورو، أي ما يعادل نموًا بنسبة 8.6%.
وفي عام 2026، ستُضاف 369.8 مليون يورو أخرى، بزيادة نسبتها 8.4% مقارنة بالعام الجاري، ما يرفع الميزانية إلى أكثر من 4.74 مليار يورو. ويُخصّص قرابة 45% من الميزانية للموظفين، و31.4% للاستثمارات، و23.7% لتغطية التكاليف التشغيلية.
وبذلك، سيصل الإنفاق الدفاعي إلى 1.17% من الناتج المحلي الإجمالي في 2025، وإلى 1.25% في 2026، مع التأكيد على أن الهدف المعلن هو الوصول إلى 2% بحلول عام 2032، وهو ما أعربت تانر عن ثقتها في تحقيقه.
التحديث مستمر: طائرات ودبابات وطائرات مسيرة
وأوضحت وزيرة الدفاع أن ميزانية التسلّح البالغة 16 مليار يورو ستبقى كما هي دون أي تخفيضات، وأن جميع المشاريع المخطط لها ستُنفذ كما هو مقرر. وأكدت أنه جرى خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء تجديد الالتزام الرسمي بخطة تحديث الجيش حتى عام 2032.
تشمل الاستثمارات الحالية مجموعة من المشتريات العسكرية الكبرى، مثل:
- توسيع أسطول المدرعات “Pandur”
- استبدال مروحيات “Agusta Bell 212” بمروحيات “Black Hawk”
- شراء أربع طائرات نقل من طراز “Embraer C-390”
- إدخال نظام جديد لإدارة المعارك “Battle Management System”
- التفاوض مع الحكومة الإيطالية لشراء 12 طائرة تدريب قتالية من طراز “Leonardo M-346 FA”، لتحل محل الطائرات القديمة “Saab 105”
كما كشفت صحيفة “Die Presse” أن الجيش يعتزم للمرة الأولى شراء طائرات مسيّرة قتالية يمكن استخدامها أيضًا في الهجمات الأرضية، وقال نائب رئيس هيئة الأركان المسؤول عن المشتريات، برونو هوفباور، إن الجيش “سيدخل هذا المجال بعدد كبير من الوحدات”.
وتتضمن الخطط أيضًا إتمام صفقة أنظمة الدفاع الصاروخي متوسط المدى خلال هذا العام، في إطار برنامج “Sky Shield” الأوروبي، إلى جانب مشاريع أخرى تشمل الرقمنة، والأسلحة المضادة للدروع، والمدفعية الصاروخية.
مشاريع مؤجلة وتوفير في النفقات الإدارية
من جهة أخرى، أشارت تانر إلى أنه سيتم توفير 70 مليون يورو في عام 2025، و92 مليون يورو في عام 2026، معظمها من خلال تقليص نفقات الإدارة، والإعلانات، والرحلات الرسمية، والفعاليات العامة.وقالت: “يجب مراجعة جميع النفقات على الخدمات الاستشارية الخارجية والإعلانات العامة”، موضحة أن بعض الفعاليات قد تُلغى، ومن بينها معرض الطيران “Airpower” المزمع تنظيمه في سبتمبر 2026 في مدينة تسلتفيغ (Zeltweg) بولاية شتايرمارك. وأفادت صحيفة “Kleine Zeitung” بأن المعرض قد يكون ضمن أولى ضحايا سياسة الترشيد، رغم عدم اتخاذ قرار نهائي بهذا الخصوص حتى الآن، في انتظار نتائج المشاورات مع حكومة شتايرمارك وشركة “Red Bull”، الشريكين في تنظيم الحدث.



