رغم السعر القياسي.. استمرار ارتفاع الطلب على الذهب في النمسا مع لجوء المواطنين لـ “عملة الأزمات”
واصل سعر الذهب تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث ارتفع سعر الأونصة الواحدة بأكثر من 50% منذ بداية العام، إلا أن الطلب على المعدن النفيس لا يزال مرتفعاً بشكل ملحوظ، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، يتجه العديد من سكان فيينا نحو الاستثمار في الذهب كـ “ملاذ آمن”، بينما يشهد معدن الفضة أيضاً انتعاشاً كبيراً في الطلب، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
الذهب يتجاوز 4 آلاف دولار للأونصة وسط طلب غير مسبوق
لأول مرة في التاريخ، تجاوز سعر أونصة الذهب الخالص حاجز 4000 دولار أمريكي. وقد ارتفع السعر بنسبة 53% منذ بداية العام، بل وتضاعف بأكثر من الضعف خلال السنوات الثلاث الماضية، وعلى الرغم من هذا الارتفاع القياسي، يبقى الطلب على الذهب قوياً ومتواصلاً.
Eva-Maria Klement، المتحدثة باسم دار صك العملة النمساوية (Münze Österreich)، أكدت لجوء النمساويين للذهب، وقالت: “لقد تجاوزنا بالفعل تقريباً إجمالي مبيعات منتجات الذهب للعام الماضي بأكمله“. وحتى نهاية سبتمبر، تم بيع حوالي 600,000 قطعة ذهبية، ومن المتوقع أن تكون الأشهر القادمة هي الأقوى من حيث المبيعات.
كما لاحظ Walter Hell-Höflinger، المدير التنفيذي لشركة Gold & Co، التي تدير ثلاثة فروع في فيينا، تزايد الاهتمام بالذهب، مشدداً على أن “لدينا في الوقت الحالي عدد مشترين يفوق عدد البائعين“. وعلى الرغم من ارتفاع السعر، يواصل العديد من سكان فيينا الاستثمار في المعدن النفيس كأصل ذي قيمة.
الذهب كـ “عملة الأزمات” ووقاية من التضخم
أوضح Hell-Höflinger أن “الأموال التي تبقى ببساطة في الحساب المصرفي تفقد قيمتها باستمرار بسبب التضخم. يوفر الذهب بديلاً آمناً لذلك“. وأشار إلى أنه منذ إطلاق اليورو، سجل الذهب متوسط زيادة سنوية في القيمة بنسبة 12.4% تقريباً. ورغم وجود سنوات شهدت تراجعاً، إلا أنه “يتم تعويضها على المدى الطويل بشكل أكبر من خلال المراحل الإيجابية”.
كما أكدت Klement أن “لا حدود لسعر الذهب في الأساس“. وتابعت متحدثة دار صك العملة النمساوية: “لقد أظهر الذهب مراراً وتكراراً أنه شكل آمن للاستثمار”. وشهدت أوقات الأزمات، مثل جائحة CoV، إقبالاً كبيراً على شرائه. ووصفت Klement الذهب بأنه “عملة أزمات نموذجية“. وأكد التاجر Walter Hell-Höflinger أن “الحاجة المتزايدة للناس إلى الأمان تنعكس اقتصادياً في شراء الذهب“.
ارتفاع الطلب على الفضة والقطع الذهبية الصغيرة
إلى جانب الذهب، تشهد الفضة حالياً انتعاشاً كبيراً في الطلب، حيث يبلغ سعر الأونصة الواحدة منها حوالي 42 يورو، وهو ضعف سعره تقريباً قبل خمس سنوات. وصرّحت Klement: “بشكل عام، نسجل طلباً متزايداً على جميع المعادن الثمينة“.
ويُعزى ذلك إلى الارتفاع القياسي في سعر الذهب، فمع ارتفاع سعر الذهب، تحول المستثمرون الذين يجدونه باهظ الثمن إلى الفضة الأرخص. وتمكنت دار صك العملة النمساوية من بيع حوالي 2.2 مليون قطعة من عملات “فيينا فيلهارمونيكر” (Wiener Philharmoniker) الفضية هذا العام فقط، متجاوزة بذلك نتائج العام الماضي. وفي الوقت نفسه، يتزايد الاهتمام بالقطع الصغيرة من عملات “فيينا فيلهارمونيكر” الذهبية بسبب ارتفاع سعر الذهب.
