رغم شجاعته في مواجهة إرهابي فيلاخ.. النمسا تحاول ترحيل لاجئ تركي – كردي وزوجته الحامل
فيينا – INFOGRAT:
هدّد قرار ترحيل إداري بطرد رجل أبدى شجاعة مدنية استثنائية أثناء الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة Villach النمساوية، إذ ساعد أحد المصابين بجروح خطيرة وواجه المهاجم مباشرة، وعلى الرغم من دوره البطولي، كادت السلطات أن تقوم بترحيله مع زوجته الحامل وطفله الصغير، قبل أن يتوقف تنفيذ القرار في اللحظة الأخيرة.
وبحسب صحيفة Heute النمساوية، وقعت الحادثة يوم 15 فبراير 2025، حينما كان الرجل يسير في الشارع برفقة ابنه البالغ من العمر أربع سنوات، قبل أن يواجه بشكل مفاجئ المهاجم المسلح بسكين، الذي حاول الاعتداء عليه، وتمكن الرجل من تفادي الهجوم الأول، ثم وقف في وجه المعتدي لإيقافه، وأصيب بجروح طفيفة خلال المواجهة.
لاحقاً، ساعد أحد الضحايا الذين تعرضوا لإصابات خطيرة، حيث أوقف النزيف وتحدث إليه لتهدئته حتى وصول الشرطة، وعندما وصلت عناصر الأمن، تعرف الرجل مباشرة على الجاني وساهم في تحديد هويته.
تهديد بالترحيل رغم الشجاعة
بعد أسابيع قليلة من الحادث، تفاجأ الرجل بإجراءات ترحيل شملت زوجته الحامل وطفله، السبب الرسمي: فقدان فرصة الاعتراض على قرار رفض طلب اللجوء، بعدما امتنع عن التوجه إلى البريد لتسلّم القرار خوفاً من تداعياته.
تم توقيف الأسرة في ساعات الصباح الباكر، وأُحضرت إلى المطار، إلا أن عملية الترحيل فشلت بسبب حالة الحمل المتقدمة للزوجة، ما أدى إلى إطلاق سراحهم مجدداً، يروي الرجل قائلاً: “بعدها أُجبرنا على مغادرة المكان بأنفسنا وتنظيم عودتنا، وقد تُركنا في الشارع”.
تهديدات في تركيا بسبب الأصل الكردي والدين
أكد الرجل أنه يواجه تهديداً جدياً في تركيا بسبب أصله الكردي وممارسته لحريته الدينية، إضافة إلى رفضه ختان ابنه، وهو ما اعتُبر خرقاً للتقاليد، وأوضح أنه لم يعد بإمكانه ممارسة مهنته كمدرّس هناك.
انتقادات من جهات إنسانية وطبية
لاقى القرار انتقادات واسعة، أبرزها من Klaus Ottomeyer، المعالج النفسي ورئيس جمعية Aspis الداعمة للاجئين، الذي دعا إلى تمكين الأسرة من “العيش بأمان مجدداً في ولاية كارنتن”، مؤكداً أن “التصرف الإنساني الكبير الذي قام به الأب يجب أن يُقدّر بالشكل اللائق”.ورغم الجدل المثار، رفض المكتب الاتحادي للجوء وشؤون الأجانب (BFA) التعليق على تفاصيل القضية، لكنه شدّد على أنه “يُجري فحصاً دقيقاً وموضوعياً لكل حالة على حدة”.
