رمّموا الداخل بقلم: لينا جرّار
فيينا – INFOGRAT:
دومًا كانت الطفولة هي الفطرة الإنسانية دون شوائب، كتبتُ منذ سنوات:
“لا تعنيني متاهات السياسة…
ولا تهمني ميزانية عتاد العسكر!
ما يشغلني فقط:كم طفلاً يمارس براءته… هذا الصباح؟”
ضمن المعطيات الحالية؛ ربّما عليَّ أن أضيف:
“ما يعنيني الآن كم شخصًا يمارس إنسانيته!!”

الوطن ليس مجرد حدود جغرافية أو علم يرفرف في السماء، بل هو الروح التي تسكن في قلوب أبنائه. ترميم الأوطان يبدأ من الداخل، من النفوس التي حملت الوطن في قلبها رغم الجراح. كيف يمكننا أن نطالب بإعادة بناء الوطن إذا كانت القلوب مليئة بالانقسامات والكراهية؟
ابدأ من ذاتك لترمّم وطنك
التغيير الحقيقي يبدأ من داخلنا. عندما نُعيد بناء أنفسنا، نُسهم في بناء وطننا.
• الوعي هو الأساس: في ظل النزاعات والمنازعات التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتحول الكلمات إلى سيوف تُوجه نحو بعضنا البعض، يجب أن نُدرك أن الوطن لا يُبنى بالاتهامات والتخوين. الوعي بالحاجة للحوار والاحترام هو البداية لإعادة الوحدة بيننا.
• المرأة شريكة البناء: لا يمكن لأي وطن أن ينهض دون تمكين المرأة. فهي عنصر أساسي في المجتمع، تلعب دورًا كبيرًا في نشر الحب والتفاهم والعدالة.
سواء كان قرارك العودة أو البقاء
سواء قررت العودة إلى وطنك أو اخترت البقاء، المهم هو أن تبني لك وطنًا داخل قلبك لا تطاله الانكسارات.
• الوطن في داخلك: يمكن لكل واحد منا، سواء كان في الداخل أو الخارج، أن يسهم في ترميم وطنه. العيش في الخارج لا يعني الهروب من المسؤولية، والبقاء لا يعني فقدان الأمل. الوطن في قلبك، يبنيه الوعي والحب.
• بالحب والاحترام تُبنى الأوطان: رغم التحديات التي تطرأ على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكننا تحويلها إلى منصة لبناء الجسور بيننا. بالكلمات الطيبة والنية الصافية، يمكننا تجاوز الخلافات.
ابدأ الآن.. غيّر خطابك
الأوطان تُبنى بالحب والوعي، وبتغيير كل فرد من نفسه. لا تنتظر التغيير من الخارج، بل ابدأ بتغيير نفسك. سواء كنت في الداخل أو الخارج، يمكنك أن تُساهم في ترميم وطنك، بالكلمة الطيبة والنية الصادقة.



