سجنٌ مخفف لفتى (15 عاماً) في فيينا عرض مشاهد إعدام في المدرسة وخطّط لهجوم انتقامي باسم “داعش”

فييناINFOGRAT:

أصدر القضاء في فيينا حكماً بالسجن لمدة عامين على فتى يبلغ من العمر 15 عاماً ينتمي لتنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي، يوم الجمعة، بعد إدانته بتهم تتعلق بالانتماء إلى تنظيم إرهابي، والانخراط في منظمة إجرامية، والتحريض على ارتكاب جريمة إرهابية، وجاء الحكم من المحكمة الإقليمية في فيينا، مع تنفيذ جزئي للعقوبة ووضعه تحت المراقبة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

قضت المحكمة بأن يقضي الفتى، الذي لم يكن لديه سوابق جنائية وكان قد أقرّ إلى حد كبير بالتهم المنسوبة إليه، ثمانية أشهر من العقوبة بشكل نافذ، بينما علّقت تنفيذ الـ16 شهراً المتبقية بشروط، أهمها إخضاعه لفترة مراقبة لمدة ثلاث سنوات، كما فُرض عليه الاستمرار في برنامج لإعادة التأهيل من التطرف كان قد بدأه مسبقاً، وأُمرت الجهات المختصة بمتابعة حالته من خلال المراقبة الاجتماعية.

وافق كل من الفتى المدان وممثل الادعاء العام على الحكم، ما جعله نهائياً ونافذاً. ونظراً لاحتساب فترة الحبس الاحتياطي ضمن العقوبة النافذة، فلن يتبقى على الفتى سوى نحو ثلاثة أشهر يقضيها داخل السجن. وبذلك، تصبح خطته للالتحاق ببرنامج تدريبي مهني في منتصف أغسطس/آب غير قابلة للتنفيذ في الوقت الراهن، بحسب ما قدمته محاميته.

ملاحظات من المدرسة قادت إلى اعتقاله

كانت السلطات الأمنية، ممثلة في “مديرية حماية الدستور والاستخبارات” (DSN) و”مكتب ولاية فيينا لحماية الدستور ومكافحة التطرف” (LSE)، قد تلقت بلاغات من اثنين من أولياء الأمور بشكل منفصل، بعد أن لاحظا تطرف الفتى، الذي تعود أصوله إلى الهند. وبناءً على هذه البلاغات، تم فتح تحقيق أدى إلى اعتقاله في 7 مارس/آذار.

كشفت التحقيقات أن الفتى كان يعرض على زملائه في الصف أو في ساحة المدرسة مقاطع دعائية لتنظيم “الدولة الإسلامية”، تضمنت مشاهد لعمليات إعدام وقطع رؤوس لأسرى ومحتجزين. كما تبيّن أنه كان يُخفي سكيناً قتالياً داخل خزانته المدرسية. وخلال مداهمة منزله، صادرت السلطات كمية كبيرة من مواد الدعاية الخاصة بالتنظيم.

علاقة مع مدبّر هجوم Westbahnhof المُحبط

كشفت الفحوصات التقنية للمواد المصادرة أن الفتى كان يتواصل مع ثلاثة من أنصار التنظيم، وكان يخطط لعمل إرهابي. وكان أحد هؤلاء الثلاثة هو فتى في مثل عمره اعتُقل في 10 فبراير/شباط، لضلوعه في التخطيط لهجوم إرهابي على محطة Westbahnhof في فيينا، وقد حُكم عليه مؤقتاً بالسجن لعامين جزئياً في قضية لا تزال غير نهائية.

وأعرب المتهم عن غضبه بعد اعتقال صديقه، حيث كتب في محادثة مع أحد عناصر التنظيم أنه ينوي “الانتقام”. وبمساعدة شاب يبلغ من العمر 20 عاماً ينتمي إلى الشبكة الإرهابية نفسها، حصل الفتى على سكين قتالي بطول نصل يبلغ 18 سنتيمتراً من متجر عسكري في فيينا، وخبّأه في المدرسة خشية أن يكتشفه والداه في المنزل.

قضية ثالثة ضد عنصر من الشبكة الإرهابية وفشل محاولات إعادة التأهيل

السلطات القضائية في فيينا تتابع حالياً قضية ثالثة ضد الشاب البالغ من العمر 20 عاماً، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي. وتشير المؤشرات إلى أن محاولات إعادة تأهيله من التطرف قد باءت بالفشل الكامل.

وفي مرحلة لاحقة، وبعد حصوله على السكين، بدأ الفتى، بمفرده ومن خلال الإنترنت، في تحميل كتيبات تعليمية حول تصنيع القنابل ومشاهدة مقاطع فيديو حول كيفية تنفيذ هجمات انتحارية، لا سيما تلك التي تنفذ باستخدام سيارات مفخخة. وخلال جلسات المحكمة، أقرّ بأنه كان يسعى للانتقام بعد اعتقال صديقه، لكنه تراجع لاحقاً، قائلاً: “لكن الأمر جُمِّد سريعاً”.

رغم ذلك، أفاد خلال التحقيقات مع وحدة المساعدة القضائية للأحداث، بأنه تمسك بـ”حق الانتقام”، وأنه حصل على السكين لهذا الغرض.

“كانت لدي أفكار لكن لم يكن لدي الوسائل”

قال الفتى خلال الاستماع إلى إفادته أمام هيئة المحكمة: “كانت لدي هذه الأفكار. فكرت في تنفيذ هجوم. لكن لم يكن لدي أي خطة. لم أكن أتصور أنني قادر على قتل أحد. أنا في الخامسة عشرة فقط. لم أكن أعتقد أنني قادر على فعل شيء”. وأضاف: “لم تكن لدي الوسائل لتنفيذ ذلك”.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى