شاب صومالي يعترف للسلطات النمساوية بتورطه في عصابة تفجير صرّافات آلية ويكشف عن مغاربة قادمين من هولندا
أدلى أحد أفراد عصابة تفجير الصرافات الآلية باعترافات صادمة أمام المحققين في فيينا، ما فتح الطريق أمام السلطات لكشف خيوط جديدة في سلسلة تفجيرات أجهزة الصراف الآلي التي طالت عدة مناطق في النمسا وأوروبا منذ مطلع عام 2025. المشتبه به، وهو شاب صومالي يبلغ من العمر 27 عامًا، تم توقيفه في حي Favoriten بالعاصمة بعد معلومات استخباراتية دقيقة، بحسب صحيفة Heute النمساوية.
ألقي القبض على الصومالي Ayanle H.، الذي يقيم فعليًا في مدينة Augsburg الألمانية، قبل أسبوعين. وعُثر بحوزته على مفتاح شقة في فيينا، قاد الشرطة إلى ما يُشتبه بأنها “مقر مركزي” للعصابة، كانت قد تم إخلاؤها على عجل. داخل الشقة، اكتشف المحققون بقايا مواد متفجرة، أقنعة، قفازات، كابلات، وملابس يُعتقد أنها استخدمت – أو كانت معدّة للاستخدام – في عمليات تفجير الصرّافات الآلية.
اعترافات تقود إلى المجهولين
وخلال التحقيق، أدلى Ayanle H. بمعلومات وُصفت بـ”الخطيرة”، حيث قال: “أعرف الأشخاص الذين ينفذون التفجيرات – إنهم مغاربة قدموا من هولندا”. وأوضح أن صديقه “Ali”، الذي تعرّف عليه في ألمانيا، عرّفه إلى عناصر العصابة. وتحدث عن مشاهدته لـ”رجل مفتول العضلات بلحية كثيفة” وآخر “نحيل” داخل الشقة، جميعهم كانوا يرتدون قفازات عمل ويتعاملون مع مواد مشبوهة ذات رائحة قوية “جعلته يشعر بالاختناق”، بحسب قوله.
رغم هذه الإفادات، نفى محامي الدفاع المعروف Nik Rast تورّط موكّله في أية عمليات تفجير أو سرقة، وصرّح قائلاً: “موكّلي لا علاقة له بتفجيرات أو سرقات الصرافات”. إلا أن المحققين عثروا على محادثات بين المشتبه به وشخص يُدعى “John Weet”، والذي يعتقد أنه فارّ من العدالة، ما يضعف موقف الدفاع.
سلسلة من العمليات المنظمة
ووفقًا لما أعلنه Andreas Holzer، مدير المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية، فإن هذه الاعترافات تُعد بمثابة بداية مرحلة جديدة في التحقيقات المتواصلة منذ مطلع 2025، والتي أسفرت حتى الآن عن:
- 26 عملية تفجير لأجهزة الصراف الآلي في أنحاء متفرقة من النمسا
- تحديد هوية 33 مشتبهًا بهم (بينهم 24 متهمًا و9 مشتبه بهم)
- توقيف 14 شخصًا وتنفيذ 12 عملية تفتيش، منها ست في هولندا
- ضبط 400 إلى 500 غرام من المواد المتفجرة، إضافة إلى 39,000 يورو نقدًا
- مصادرة 16 دراجة نارية سريعة، 50 هاتفًا محمولًا، و30 وحدة تخزين بيانات
- العثور على ملابس مرتبطة بالجرائم، فضلًا عن كميات من المخدرات
ويُشتبه في أن العصابة تعمل ضمن شبكة إجرامية منظمة تمتد عبر عدة دول أوروبية، حيث يُنفذ المجرمون العمليات بطرق احترافية ويهربون بسرعة مستخدمين مركبات خفيفة، خصوصًا الدراجات النارية.
التحقيقات مستمرة
ورغم نجاح الشرطة في تفكيك عدة خلايا فرعية تابعة للعصابة، إلا أن السلطات تعتقد أن التحقيق لم يصل بعد إلى الرأس المدبر أو الشبكات الدولية التي تسهّل التنقل والتمويل. ويُحتمل أن تشهد الأيام المقبلة توقيفات إضافية بعد اعترافات Ayanle H.
تجدر الإشارة إلى أن جميع المشتبه بهم لا تزال تنطبق عليهم قرينة البراءة إلى حين صدور أحكام قضائية نهائية بحقهم.



