شبكة إرهابية بين النمسا والسعودية.. تحقيقات تكشف إخفاقات خطيرة

أفادت تقارير أن السلطات النمساوية اعتقدت لعدة أشهر أن حسن E. البالغ من العمر 20 عامًا كان يعمل بشكل منفرد (“ذئب منفرد”)، مما أدى إلى عدم تفتيش منزله أو مصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص به. وتبين لاحقًا أنه كان على اتصال مكثف مع منفذ محتمل لهجوم آخر مرتبط بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، في مارس 2024، نفذ حسن E. هجومًا في مكة استهدف خمسة أشخاص باستخدام سكين، مما أسفر عن إصابات خطيرة لبعض الضحايا، وألقي القبض عليه في السعودية حيث يقضي عقوبة بالسجن منذ عشرة أشهر، وتأكدت السلطات السعودية من صلته بتنظيم “داعش”.

تقصير في التحقيقات الأولية
بعد وقوع الهجوم، فتحت النيابة العامة في Korneuburg تحقيقًا ضده بتهم محاولة القتل والانتماء إلى منظمة إرهابية، إلا أن التحقيقات توقفت مؤقتًا بسبب الاعتقاد بأنه منفذ منفرد. لم يصدر أمر اعتقال بحقه، ولم يتم تفتيش منزله أو تحليل جهاز الكمبيوتر الخاص به. وفي أكتوبر 2024، تم تعليق الإجراءات القضائية بحقه بسبب غيابه عن البلاد.

معلومات من السعودية وألمانيا
في 20 مارس 2024، أبلغت السلطات السعودية عبر قنوات دبلوماسية عن الهجوم. كما أبلغ شقيق حسن عن اختفائه بعد تلقي رسالة وداع مشفرة منه تشير إلى نيته تنفيذ هجوم انتحاري. وقد أدلى شقيقه بشهادته أمام السلطات النمساوية، مؤكدًا أن حسن سافر إلى إسطنبول ومنها إلى مكة في بداية مارس 2024.

تجاهل الأدلة المهمة
على الرغم من تحذيرات والدته، التي لجأت إلى مركز استشاري ألماني معني بمكافحة التطرف، لم يتم جمع المعلومات المتاحة بشكل كافٍ للتحقق من اتصالاته مع جماعات إرهابية. وكُشف لاحقًا أنه كان على تواصل مكثف مع شخص يدعى بران A.، وهو مشتبه به رئيسي في خطة لاستهداف حفل تايلور سويفت في فيينا في أغسطس 2024.

إعادة فتح القضية ومصادرة الأدلة
مؤخرًا، أعادت النيابة العامة في فيينا فتح القضية بالتعاون مع التحقيقات الجارية ضد بران A.، حيث تم مصادرة جهاز الكمبيوتر الخاص بحسن وتحليل البيانات المخزنة عليه، بما في ذلك الرسائل المحذوفة. تم تسليم الجهاز من قبل شقيق حسن بعد أن طلبت النيابة ذلك.

انتقادات بشأن الإخفاقات المؤسسية
انتقد محامي بران A.، فيرنر تومانيك، السلطات بشدة، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”فشل مؤسسي متعدد” من قبل الوزارات المعنية، حيث لم تُدمج الأدلة في الوقت المناسب ولم يتم التحقيق في شبكة حسن بشكل كافٍ. واعتبر المحامي أن موكله كان مجرد “تابع”، بينما كانت الخطورة الحقيقية تكمن في حسن E.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى