شتايرمارك تحيي ذكرى ضحايا مدرسة غراتس بمراسم رسمية ودينية موسّعة

بعد مرور أسبوع على الهجوم المسلح المروّع الذي شهدته مدرسة BORG Dreierschützengasse في غراتس، نظّمت ولاية شتايرمارك مساء الثلاثاء مراسم تأبينية رسمية في كاتدرائية غراتس تكريمًا لضحايا المجزرة، والتي راح ضحيتها عشرة قتلى وأحد عشر جريحًا على يد طالب سابق يبلغ من العمر 21 عامًا، قبل أن يُنهي حياته انتحارًا.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، حضر المراسم عدد من كبار الشخصيات في الدولة، من بينهم وزير الداخلية غيرهارد كارنر (ÖVP)، وحاكم الولاية ماريو كوناسيك (FPÖ)، إلى جانب ممثلين عن الكنائس المسيحية والطائفة الإسلامية، بالإضافة إلى حضور شعبي كبير ملأ الكاتدرائية حتى آخر مقعد، فيما نُصبت شاشة كبيرة في ساحة القلعة (Burghof) لتمكين المتابعين من خارج الكاتدرائية من حضور المناسبة التي بثها التلفزيون الرسمي ORF مباشرة.

رسائل وحدة وتعاطف في مراسم متعددة الأديان

افتتح المراسم الدينية رئيس الطائفة الإسلامية في شتايرمارك، محمد تشيليبي (Mehmet Celebi)، الذي أشار إلى حجم الحزن الذي يخيّم على الجميع قائلاً: “نحن هنا – مصدومون، لكننا متحدون في تأبين أناس كانوا مفعمين بالأمل، وانتُزعت حياتهم باكرًا بشكل مأساوي”.

وأردف قائلًا: “لا يجوز أن يتحول الألم إلى انقسام، أو أن تُزرَع الكراهية من رحم الخوف, إننا متصلون ببعضنا البعض رغم اختلافاتنا, دموع الأم، وألم الأب، لا دين لهما”.
وختم بالقول: “الردّ الوحيد على العنف يجب أن يكون الإصرار على التعايش”.

كلمات من رجال الدين: “دعونا نتقارب، لا أن نتباعد”

من جانبه، عبّر الأسقف الكاثوليكي في شتايرمارك، فيلهلم كراوتفاشل (Wilhelm Krautwaschl)، عن الحزن العميق الذي خيّم على المدينة طوال الأسبوع الماضي قائلاً: “عاش كثيرون هذا الأسبوع في عتمة وظلام، وراحوا يسألون ‘لماذا؟'”، داعيًا الحاضرين إلى “أن يكون كل فرد قريبًا من الآخر، لا أن يصطدم به”.

بدوره، أكد سوبرينتندنت الكنيسة الإنجيلية، ولفغانغ رينر (Wolfgang Rehner)، أن: “أصغر شعاع نور قادر على أن يرشدنا وسط هذا الظلام”، داعيًا إلى “اغتنام الفرصة للسير في طريق العزاء والمواساة والمصالحة والسلام”.

كلمات رسمية: “سنغيّر، لا بد أن نغيّر”

وزير الداخلية غيرهارد كارنر ألقى كلمة باسم الحكومة، استحضر فيها نداء أحد طلاب المدرسة خلال تأبين سابق قال فيه: “أرجوكم، أيها المسؤولون، غيّروا شيئًا”.
ورد كارنر مؤكدًا: “نعم، سنغيّر. بعد مأساة كهذه، لا بد من التغيير – بسرعة، ولكن بحكمة وتروٍّ”.
وتابع قائلاً: “من واجبنا أمام الأطفال، ومن باب الوفاء للضحايا، أن نضمن ألا تُنسى هذه الفاجعة أبدًا. سيظلون في ذاكرتنا وقلوبنا”.

أما حاكم الولاية ماريو كوناسيك، فأكد أن الحكومة الإقليمية “ستبقى قريبة من المتضررين، ما دام ذلك ضروريًا”، مشيرًا إلى أهمية “الاستماع والتواجد”.

لحظة وداع موسيقية مؤثرة

في ختام المراسم، أدى المغني النمساوي الشهير أندرياس غاباليير (Andreas Gabalier) أغنيته المعروفة “Amoi seg’ ma uns wieder” (سنلتقي مجددًا يومًا ما)، في لمسة وداع مؤثرة لضحايا المجزرة.وكان برلمان ولاية شتايرمارك قد استهل يوم الثلاثاء بجلسة خاصة لتأبين الضحايا العشرة، تأكيدًا على حجم المأساة التي طالت الولاية بأسرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى