شركات صناعة الطيران بالنمسا في مأمن من الجمارك الأمريكية بفضل الاتفاق الجديد
تنفّست صناعة الطيران في ولاية Steiermark النمساوية الصعداء بعد إعلان اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقضي بعدم فرض رسوم جمركية على الطائرات وقطع غيارها، مما يعفي قطاعًا تصديريًا رئيسيًا من أعباء مالية إضافية، رغم ذلك، تبقى المخاوف قائمة بشأن العلاقات التجارية الأوسع نطاقًا، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
ويُعد هذا الاتفاق حيويًا بالنظر إلى أن النمسا تُعد من بين أكبر سبعة دول مموّلة لشركة Airbus الأوروبية، وتُنتج معظم مكونات الطائرات للتصدير، بما في ذلك السوق الأمريكية.
رحّبت الأوساط الصناعية بهذا التطور، إذ قال Peter Malanik، المدير التنفيذي لجمعية Aviation Industry Austria، وهي هيئة تمثيلية لصناعة الطيران في النمسا: “في المجمل، يُعد هذا الاتفاق اختراقًا حاسمًا لأنه ينص على عدم فرض رسوم جمركية على الطائرات أو مكوناتها”. وأضاف أن الطائرات الكاملة كانت معفاة من الجمارك بموجب اتفاقيات دولية منذ نحو 46 عامًا، ولكن هذه الخطوة تؤكد الإعفاء أيضًا على مستوى المكونات.
ويُنتج جزء كبير من الطائرات داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة من قبل شركة Airbus، التي تبيع طائراتها إلى السوق الأمريكية بشكل متزايد. وتُشارك شركات نمساوية من Steiermark بشكل أساسي كمورّدين لهذه الصناعة، ما يجعل استمرارية سلاسل التوريد دون عراقيل جمركية أمرًا بالغ الأهمية.
رغم هذا التقدم، أعرب Malanik عن قلقه بشأن الوضع الأوسع للتجارة الدولية، موضحًا: “العالم ليس جيدًا تمامًا بعد، لأن الرسوم الجمركية على فئات سلع أخرى لا تزال تبلغ حوالي 15%. وهذا يمكن أن يؤثر على التجارة بشكل عام، وعلى العلاقات الاقتصادية، وبالتالي يؤثر بشكل غير مباشر أيضًا على قطاع الطيران”. وأكد أن حجم هذا التأثير لا يزال من الصعب تقييمه في الوقت الراهن.
وأشار الخبراء إلى أن الاتفاق لا يصب فقط في مصلحة المورّدين الأوروبيين، بل يشكّل أيضًا مكسبًا للشركات الأمريكية، ولا سيما شركة Boeing، التي كانت ستتأثر بشكل أكبر من منافستها Airbus إذا تم فرض رسوم على مكونات الطائرات. وأوضح Malanik: “كان من شأن الرسوم الجمركية أن تُلحق ضررًا أكبر بشركة Boeing، لأن Airbus تعتمد بدرجة أقل على المكونات الأمريكية مقارنة باعتماد Boeing على المكونات الأوروبية. وبالتالي، كانت Boeing ستواجه عائقًا إضافيًا في التنافس مع Airbus”.
ولولا هذا الاتفاق، فإن أي رسوم جمركية أمريكية على مكونات الطائرات المستوردة كانت ستؤدي إلى زيادة أسعار طائرات Boeing، ما كان قد يغير قرارات الشراء لدى شركات الطيران، إلا أن ذلك يبقى في نطاق التكهنات حاليًا.
