شعر بالتنمر.. نمساوي يطلق 40 طلقة داخل مدرسة في غراتس ويردي 10 أشخاص

شهدت مدينة غراتس النمساوية صباح يوم الثلاثاء واحدة من أفظع المجازر المدرسية في تاريخ البلاد، حين أقدم شاب نمساوي يبلغ من العمر 21 عاماً يُدعى Artur A.، وهو طالب سابق في مدرسة BORG Dreierschützengasse الواقعة في حي Lend، على إطلاق نار داخل المؤسسة التعليمية، ما أسفر عن مقتل أحد عشر شخصاً، من بينهم منفذ الهجوم نفسه، وإصابة اثني عشر آخرين، تسعة منهم بحالة حرجة.

وبحسب صحيفة krone النمساوية، وقع الهجوم عند الساعة العاشرة تقريباً من صباح الثلاثاء، حين دخل الجاني المدرسة مسلحاً بمسدس وبندقية صيد (شوتغَن)، وكلا السلاحين كانا مرخصين قانونياً. فتح النار داخل فصلين دراسيين مستهدفاً طلاباً ومعلمين بشكل عشوائي، قبل أن يتوجه إلى دورة مياه المدرسة وينتحر هناك.

ووفقاً لمعلومات حصلت عليها صحيفة “Krone”، عثرت الشرطة النمساوية خلال تفتيش منزل الجاني الكائن في منطقة Graz-Umgebung (محيط غراتس) على رسالة وداع، أكد فيها أنه كان يشعر بأنه ضحية للتنمر، وهو ما يُرجح أن يكون الدافع الرئيسي وراء الهجوم، وأفادت مصادر أمنية أن Artur A. لم يكن معروفاً سابقاً لدى السلطات، ولم تسجل بحقه أي سوابق جنائية.

أفادت الشرطة أن أحد الضحايا توفي لاحقاً في المستشفى متأثراً بجروحه، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى أحد عشر، أما المصابون وعددهم اثنا عشر، فإن تسعة منهم بحالة حرجة، بينما وُصفت حالة أحدهم بأنها “حرجة للغاية”.

أعلنت الحكومة النمساوية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، وأُمرت جميع الدوائر برفع الأعلام على نصف السارية، كما تم تعليق أو تأجيل عدد من الفعاليات العامة في البلاد. في مدينة غراتس، أُقيمت قداسات جنائزية في كنائس مختلفة، كان أولها في كنيسة St. Vinzenz، وتبعها قداس آخر في كاتدرائية غراتس (Grazer Dom)، وسط إجراءات أمنية مشددة بحضور عناصر من الشرطة المدججة بالسلاح.

ولإظهار الدعم والتعاطف مع أسر الضحايا والمصابين، أقيمت عند الساعة التاسعة مساءً فعالية “بحر من الشموع (Lichtermeer)” في ساحة غراتس الرئيسية (Grazer Hauptplatz)، حيث اجتمع المئات من المواطنين في أجواء مهيبة وصامتة لتأبين الضحايا.

وفيما تم إلغاء معظم الفعاليات الثقافية في مدينة غراتس، أكدت الجهات المنظمة لمهرجان Nova Rock، وجائزة الفيلم، وحفلة ليلة الصيف في قصر Schönbrunn في فيينا، أنها ستُقام كما هو مقرر، لكن مع إدراج دقيقة صمت في بداية كل مناسبة تكريماً للضحايا.

ما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة مزيد من التفاصيل حول خلفيات الجريمة، ودوافع الجاني الذي يبدو أن شعوره بالنبذ المجتمعي داخل المدرسة كان له تأثير بالغ على قراره بارتكاب هذه المجزرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى