شقيقان نمسويان يعترفان بالتستّر.. اكتشاف جثتي سورية وابنتها في ثلاجة بعد 16 شهراً من اختفائهما في إنسبروك
تمكنت الشرطة النمساوية يوم الجمعة الموافق 14 نوفمبر من العثور على جثتي امرأة (34 عاماً) وابنتها (10 سنوات)، كانتا مفقودتين منذ 16 شهراً، داخل مُجمِّدات (ثلاجات تجميد) في شقة بمدينة إنسبروك، وقد أعلنت الشرطة عن تفاصيل هذه القضية يوم الثلاثاء، مشيرة إلى توقيف شقيقين نمساويين على ذمة التحقيق للاشتباه بتورطهما في جريمة القتل المزدوج وإخفاء الجثتين، بحسب صحيفة krone النمساوية.
بدأت التحقيقات المكثفة والواسعة النطاق في القضية بعد بلاغ عن اختفاء الأم وابنتها، وهما من أصول سورية، في شهر يوليو 2024، بعد فترة قصيرة من عودتهما من إقامة في مدينة دوسلدورف الألمانية، وقد أشارت كاتيا تيرش، رئيسة مكتب التحقيقات الجنائية بالولاية (Landeskriminalamt)، خلال المؤتمر الصحفي، إلى أنَّ زميلاً للمجني عليها في العمل، يبلغ من العمر 55 عاماً، سرعان ما أصبح محور الاشتباه الرئيسي بسبب علاقة وثيقة كانت تربطه بالضحية وتحركات مالية مريبة وأنماط سلوكية مشبوهة.
قادت التحقيقات الشرطة إلى التركيز على مخزن تم فيه الاحتفاظ بمُجمِّدة جديدة، ليصبح هذا المخزن عنصراً مركزياً في سير التحقيقات، ونتيجة لإجراءات مراقبة مكثفة وتحقيقات دولية، تمكنت السلطات من تحديد مكان الجثتين داخل مُجمِّدات في شقة يقطنها شقيق المشتبه به الرئيسي، الذي يبلغ من العمر 53 عاماً، وقد أسفر تفتيش المنزل عن اكتشاف الرفات البشرية، التي كانت مُخبأة خلف جدار جبسي (Rigipswand) أُنشئ خصيصاً لإخفائها.
وأوضح هيلموت توماك، مدير شرطة الولاية، أنَّ التحقيقات بدأت بناءً على بلاغ تلقته الشرطة من قريب للضحية، تحديداً ابن عمها، أشار فيه إلى اختفاء المرأة التي عُرفت بين معارفها بـ “جدارة الثقة”. وقد زعم زميل العمل (المشتبه به الرئيسي) أنَّ الأم وابنتها سافرتا في رحلة طويلة بعد أن استقالت الضحية من عملها. إلا أنَّ الشكوك تعاظمت بمرور الوقت بأنَّ الأم وابنتها وقعتا ضحية لجريمة عنف.
كما كشفت تيرش أنَّ المشتبه به الرئيسي كان الوحيد الذي يعرف بخطط سفر الأم وابنتها إلى تركيا لزيارة الأقارب. وأظهر فحص هاتف المجني عليها، الذي تُرِك في الشقة، أنَّه لم تُجرَ منه أية مكالمات بعد تاريخ 21 يوليو 2024، بل اقتصر النشاط على إرسال رسائل من حساب الضحية، مثل رسالة إنهاء عقد العمل، دون أن تُرسل أي رسالة بلغة الأم الأصلية (العربية).
الشقيقان، وهما مواطنان نمسويان يبلغان من العمر 55 و53 عاماً، موجودان رهن الحبس الاحتياطي في سجني إنسبروك وسالزبورغ منذ شهر يوليو الماضي.
وبحسب إفادة تيرش، اعترف المشتبه به الرئيسي بأفعال التستّر على الجريمة وإخفاء الجثث، لكنه أنكر نية القتل، مدعياً أنَّ ما حدث كان حادثاً، كما أقرَّ شقيقه (53 عاماً) بمشاركته في التستّر، لكنه نفى علمه بوقوع جريمة قتل، وأفاد هانس يورغ ماير، المتحدث باسم النيابة العامة في إنسبروك، بأنَّ المشتبه به الرئيسي أفصح عن مكان الجثث خلال استجوابه. وأشار ماير إلى أنَّ المشتبه بهما بذلا جهوداً كبيرة لإخفاء جريمتهما على مدى أشهر، ومن ذلك شراء مُجمِّدتين ووضعهما في مستودع، ثم إلغاء العقد بعد فترة وجيزة.
وأكدت تيرش وماير أنَّ سبب الوفاة لم يتحدد بشكل نهائي بعد بسبب حالة الرفات المتأخرة وتحللها، مشيرين إلى أنَّ المزيد من الفحوصات ضرورية للتوصل إلى نتائج قاطعة بشأن ملابسات الوفاة وكيفية وقوعها.



