صندوق التأمين الصحي النمساوي يشدد على فحص التحويلات للفحوصات التصويرية (CT) والرنين المغناطيسي (MRT)

يواجه “الصندوق الصحي النمساوي” (ÖGK) تحديات مالية كبيرة ويبحث عن طرق لتقليص النفقات، وإحدى الخيارات التي تبدو أنها تركز عليها هي تقليص التكاليف المتعلقة بالتحويلات إلى المختبرات، وكذلك فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRT)، وقد طلبت من الأطباء أن يكونوا أكثر دقة في فحص هذه التحويلات.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، توقع “صندوق التأمين الصحي النمساوي” (ÖGK) عجزًا ماليًا قدره 900 مليون يورو للسنة الحالية، وطلبت في رسالة موجهة إلى الأطباء أن يقوموا بفحص التحويلات بشكل دقيق أكثر من السابق، حيث أفادت الرسالة: “من المتوقع أن تزداد نفقات الـ CT وMRT في عام 2024 مقارنة بالعام 2023 بنحو 14%، مما يعني زيادة في النفقات تقدر بحوالي 30 مليون يورو، وهذا سيثقل الوضع المالي المتأزم للصندوق بشكل كبير”.

خطوات لتقليص النفقات

وضعت “ÖGK” في رسالتها أربع تدابير تهدف لتخفيف العبء المالي، ومنها وقف ممارسات معينة مثل قيام مساعدي العيادات بإصدار التحويلات بناءً على طلب المرضى.

الرسالة تُثير القلق لدى الأطباء والمرضى

أثار هذا القرار قلقًا كبيرًا في “الغرفة الطبية” النمساوية، حيث وصف بعض الأطباء الرسالة بأنها قد تسببت في حالة من “الارتباك الكبير” بين الأطباء والمرضى. وأكد الأطباء أن من المهم دائمًا معرفة ما هو ضروري وما هي الأولوية في العلاج: هل هو المريض أم سياسة تقليص النفقات، وأشاروا إلى أن القرار في النهاية يعود للطبيب لتحديد الفحوصات اللازمة بناءً على الحالة الصحية للمرضى.

ردّ “ÖGK” على ردود الأفعال

من جانبها، لم تعتبر “ÖGK” أن هذه الرسالة تمثل فرضًا للإجراءات المالية على الأطباء، بل وصفتها بأنها “معلومات” و”طلبًا” من الأطباء أن يراقبوا تحاليلهم وقراراتهم بعناية أكبر: “فكروا في ما تحوّلون إليه، وما الذي تقومون به من تحاليل مختبرية. إذا كان يمكن أن يكون هناك تحليل أقل، فكروا فيه جيدًا، ففي بعض الحالات قد تكرر الفحص في وقت قريب، ويمكن أن يؤدي ذلك لتقليص عدد الفحوصات غير الضرورية”. وحسب “ÖGK”، فإن حوالي واحدة من كل عشر فحوصات تصوير بالرنين المغناطيسي تعتبر غير ضرورية، وقد تحدث بسبب تكرار الفحوصات.

التكنولوجيا بدلاً من التقليص

أكد الأطباء أنهم سوف يواصلون إصدار التحويلات للفحوصات إذا كانت هناك حاجة لذلك، على الرغم من الرسالة التي تلقتها “الغرفة الطبية” وأشاروا إلى أن هذا الوضع يزيد من الضغوط النفسية على الأطباء والمرضى، إذ أن المرضى لا يفهمون “لماذا لا يستطيعون الحصول على الخدمات بسهولة بعد أن دفعوا لفترة طويلة في النظام الاجتماعي الصحي”.

من جهة أخرى، أيدت “الغرفة الطبية” الرأي القائل بإمكانية تحقيق تقليص للنفقات في بعض المجالات مثل التحاليل المزدوجة، ولكنها اقترحت حلولًا رقمية لهذه المشكلة التي لم توجد حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى