ضعف الإقبال على تخصص الإدماج في تكوين المعلمين بالنمسا رغم حاجة 29,700 تلميذ لدعم خاص

شهدت النمسا منذ عام 2015 إلغاء برنامج التكوين الخاص لمعلمي التربية الخاصة (Sonderschullehrerinnen und -lehrer)، وجرى استبداله بإمكانية اختيار تركيز أو تخصص في مجال الإدماج (Inklusion) ضمن تكوين المعلمين. غير أن أرقام الخريجين الحديثة أظهرت أن قلة فقط من المعلمين الجدد تختار هذا المسار التخصصي، ما يعكس فجوة بين السياسات التعليمية والواقع العملي.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، جاءت هذه المعطيات بناءً على رد وزير التعليم Christoph Wiederkehr (عن حزب NEOS) على استفسار برلماني تقدم به حزب الخضر (Die Grünen). وتشير هذه المعطيات إلى أن هناك تراجعًا واضحًا في اختيار هذا التخصص، رغم الحاجة الملحة له في ظل النقص الواضح في الطواقم التربوية المختصة بمجال الإدماج والتربية الخاصة.

ففي السنة الجامعية 2022/2023، اختار فقط 17% من بين حوالي 1,400 خريج وخريجة في سلك البكالوريوس لتكوين معلمي المدارس الابتدائية (Volksschulbereich) تخصص الإدماج. أما على مستوى الماجستير، فقد بلغت النسبة نحو 6% فقط من بين 660 خريجًا وخريجة.

أما في تكوين المعلمين للمرحلة الثانوية (التي تشمل Mittelschule، AHS، والمدارس المهنية المتوسطة والعليا/BMHS)، فكانت النسب أدنى بكثير: حوالي 5% فقط من بين نحو 1,950 خريجًا في سلك البكالوريوس اختاروا تخصص الإدماج، فيما لم تتجاوز النسبة 2% من بين 910 خريجي الماجستير.

حاجة متزايدة مقابل استجابة محدودة

وفي ظل هذه النسب المنخفضة، تتعالى منذ مدة طويلة أصوات الناقدين والمهتمين في المجال التربوي، مطالبين بإعادة إحياء تكوين مستقل ومخصص للتربية الخاصة، بدل تركه كخيار اختياري ضمن التكوين العام للمعلمين. وتبنت الحكومة هذه الدعوات بشكل مبدئي، حيث تم إدراج هذه المسألة ضمن برنامجها الحكومي، دون أن يُنفّذ ذلك فعليًا حتى الآن.

29,700 تلميذًا وتلميذة يحتاجون إلى دعم تربوي خاص

ووفقًا لبيانات صادرة عن Statistik Austria للعام الدراسي 2023/2024، فإن حوالي 29,700 من الأطفال واليافعين تم تصنيفهم بأن لديهم حاجات تربوية خاصة (sonderpädagogischer Förderbedarf/SPF) بسبب إعاقات جسدية أو نفسية. وتمثل هذه الشريحة نسبة 4.8% من مجموع التلاميذ في المدارس الإلزامية (الابتدائية، المتوسطة، الخاصة، والتقنية التمهيدية/Polytechnische Schule).

ويُظهر تحليل البيانات أن نسبة الذكور والتلاميذ الذين لا يتحدثون اللغة الألمانية كلغة يومية تمثّل الشريحة الأكبر من بين هؤلاء التلاميذ المحتاجين إلى دعم تربوي خاص، مما يبرز أبعادًا إضافية تتعلق بالتنوع الثقافي واللغوي في البيئة المدرسية النمساوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى