عائلة الشاب السوري منفذ هجوم فيلاخ: “ابننا ضحية TikTok.. وليس قاتلاً بالفطرة تطرف خلال أسابيع ولم يعرف الصلاة يوماً”
فيينا – INFOGRAT:
خرجت عائلة الشاب السوري أحمد.ج، المتهم بتنفيذ هجوم دموي وقع في مدينة فيلاخ Villach النمساوية في 15 شباط/فبراير الماضي، عن صمتها للمرة الأولى، مؤكدة أن ابنهم “ليس إرهابياً بالفطرة، بل شاب تلاعبت به آلة التحريض الرقمية”، في إشارة إلى فيديوهات متطرفة على منصات مثل TikTok، والتي تتهمها الأسرة بأنها “برمجت ابنهما” خلال أسابيع معدودة.
وبحسب صحيفة krone النمساوية، وقعت الجريمة في قلب مدينة فيلاخ، حيث قام أحمد، البالغ من العمر 23 عاماً، بطعن عدد من المارة الشباب في وضح النهار، مما أسفر عن مقتل فتى يبلغ من العمر 14 عاماً، وإصابة خمسة آخرين بعضهم بجراح خطيرة، بحسب التحقيقات الرسمية، وقد وصفت السلطات الهجوم بأنه “هجوم إرهابي بدافع إسلامي متشدد”.
لكن عائلة الجاني، التي تعيش منذ سنوات في أوروبا، تقدّمت بإفادة عبر محاميها، أكدت فيها أن “ابنها لم يكن يحمل أي أفكار متطرفة عند وصوله إلى القارة، بل كان شخصاً منطوياً، يعاني من مشكلات في الاندماج والعزلة، وعاش ضغوطاً نفسية متراكمة”.
“أحمد لم يكن إرهابياً… بل ضائعاً”
وقالت والدة أحمد في تصريح نقله فريق الدفاع: “ابني لم يكن متديناً على الإطلاق، ولم يكن يعرف حتى كيف يصلي، تغيّر فجأة، وبدأ ينعزل في غرفته بالساعات، ويرفض الحديث معنا، ولم نعرف ماذا يفعل على الإنترنت، لكنه كان يتلقى رسائل ويشاهد مقاطع فيديو غريبة”.
وأكد شقيقه الأكبر أن أحمد “كان يبحث عن معنى لحياته، لكنه وجد الموت”. وأضاف: “ما حصل كارثة لكل الأطراف. نحن نعيش حداداً مزدوجاً، على روح الشاب القتيل وعلى ضياع أخينا.”
ضحية تطرف إلكتروني؟
التحقيقات الجارية في النمسا وألمانيا كشفت عن خيوط تمتد إلى ما يُعتقد أنه شبكة تطرف إسلامي ناشطة عبر الإنترنت. وتُحقق السلطات فيما إذا كان هناك متواطئون أو محرضون في الخارج. وقد أبلغت النيابة العامة في كلاجنفورت Klagenfurt أنها “بانتظار نتائج تحليل اتصالات أحمد في ألمانيا”، حيث يُعتقد أنه تواصل مع أشخاص يشكلون جزءاً من مجتمع افتراضي متشدد.
وأكد الادعاء العام النمساوي أن أحمد “أظهر خلال التحقيقات استعداداً للموت، وكان قد بايع تنظيم الدولة الإسلامية في فيديو صوره بنفسه داخل غرفته قبل تنفيذ الهجوم بساعات”، وُجدت في الغرفة راية تنظيم داعش مرفوعة، إلى جانب مقاطع مصورة توثق ما سُمي بـ”الولاء للتنظيم”.
العائلة: نحن مع العدالة… ولكن لا تنسوا السياق
وشددت الأسرة في بيانها القانوني على أنها “لا تنفي خطورة ما حدث”، ولكنها تطالب الرأي العام والنظام القضائي بـ”رؤية الصورة الكاملة”، مشيرة إلى أن ابنها كان “ضحية منظومة رقمية متطرفة تستهدف الشبان المعزولين اجتماعياً”.
وأكدت أن العائلة كانت تجهل تماماً ما كان يخطط له أحمد، مضيفة: “لو كنا نعلم، لكنا أبلغنا الشرطة فوراً.”يُذكر أن أحمد يخضع حالياً للاعتقال الانفرادي في سجن كلاغنفورت تحت إجراءات أمنية مشددة، وكان من المتوقع أن يتم توجيه لائحة اتهام رسمية بتهمة القتل بدافع إرهابي، إلا أن اكتشاف خيوط جديدة متعلقة باتصالات في ألمانيا قد يؤخّر الملف القضائي.



