عجز ميزانية فيينا لعام 2024 أقل من المتوقع رغم التحديات المستقبلية

أعلنت حكومة مدينة فيينا أن العجز المالي لعام 2024 سيكون أقل من المتوقع، حيث سينخفض من 2.2 مليار يورو إلى 1.7 مليار يورو، وفقًا لما صرح به عضو مجلس الشؤون المالية بيتر هانكه (Peter Hanke) من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ). ومع ذلك، فإن التوقعات للعام الحالي تبدو أكثر تشاؤمًا، حيث من المتوقع أن يرتفع العجز بشكل كبير في 2025.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أكد هانكه أن الوضع المالي لفيينا “جيد ومستقر”، مشيرًا إلى أن المدينة حققت نتائج أفضل من المخطط لها للسنة السابعة على التوالي، وأوضح أن الفارق الإيجابي في الميزانية، الذي بلغ 500 مليون يورو مقارنة بالتوقعات، يعود إلى عدة عوامل:

  1. زيادة الإيرادات من ضريبة الشركات المحلية (Kommunalsteuer)، والتي استفادت من معدلات توظيف قياسية.
  2. خفض الإنفاق في الشركات البلدية، حيث تم تقليل المصاريف بحوالي 300 مليون يورو، ويرجع ذلك إلى تحسين أنظمة الرقابة المالية على المشاريع الكبرى.
  3. خفض التكاليف الإدارية في المؤسسات البلدية، مما أدى إلى نتائج مالية أفضل.

توقعات 2025: العجز سيزداد بشكل كبير

على الرغم من النتائج الإيجابية لعام 2024، فإن الوضع للعام المقبل يبدو أكثر صعوبة، حيث تم تعديل التوقعات للعجز المالي لعام 2025 من 2.3 مليار يورو إلى 3.8 مليار يورو، أي بزيادة 1.5 مليار يورو عن التقديرات السابقة.

وبرر هانكه هذا التعديل بحدوث انخفاض حاد في حصة الإيرادات المالية القادمة من الحكومة الفيدرالية، حيث من المتوقع أن تحصل فيينا على 420 مليون يورو أقل مما كان مخططًا له. كما أشار إلى أن هذه التوقعات تمثل “أسوأ سيناريو محتمل”، معربًا عن أمله في تحسين الوضع من خلال إعادة التفاوض بشأن اتفاقية توزيع الموارد المالية بين الحكومة الفيدرالية والولايات.

إجراءات التقشف: الذكاء الاصطناعي جزء من الحل

ضمن جهود ضبط الميزانية، أعلن هانكه أن المدينة ستعمل على برنامج توفير شامل يمكن أن يوفر ما يصل إلى 500 مليون يورو، ومن بين التدابير المقترحة:

  • تحسين كفاءة الإدارة باستخدام الذكاء الاصطناعي في بعض العمليات الإدارية.
  • عدم فرض زيادات استثنائية على الرسوم البلدية، حيث ستظل خاضعة لقانون التقييم الدوري (Valorisierungsgesetz).
  • الحفاظ على بطاقة المواصلات العامة السنوية بقيمة 365 يورو، التي تتيح التنقل غير المحدود في المدينة بسعر منخفض نسبيًا.
  • مواصلة الاستثمار في قطاعات رئيسية، مع التركيز على تحسين سوق العمل.

انتقادات حادة من حزب الخضر

من جانبه، وجه حزب الخضر في فيينا انتقادات حادة لسياسات هانكه، حيث وصفت رئيسة الحزب جوديث بيهرينجر (Judith Pühringer) والمتحدث باسم الميزانية مارتن مارجوليس (Martin Margulies) تصريحاته حول الاستقرار المالي بأنها “محاولة لتجميل الوضع”.

وأشار المسؤولان إلى أن ديون فيينا قد ترتفع إلى ما بين 25 و30 مليار يورو بحلول عام 2030، مما قد يؤدي إلى عبء سنوي للفوائد قد يصل إلى مليار يورو، وهو ما سيشكل ضغطًا ماليًا هائلًا على المدينة.ورغم هذه الانتقادات، رحب حزب الخضر بمبادرة إعادة التفاوض حول اتفاقية التمويل بين الحكومة الفيدرالية والولايات، معتبرين أنها خطوة ضرورية لمواجهة الأزمة المالية المتوقعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى