عدم غسل الأيدي يتسبب في أكثر من 95 ألف إصابة سنويًا بجراثيم المستشفيات في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
كشفت دراسة أجرتها جامعة Surrey البريطانية في أحد مستشفيات الدنمارك أن نحو 44% من الأشخاص لا يغسلون أيديهم بعد استخدام المرحاض، حتى في بيئة عالية الحساسية كالمستشفيات، مما أثار مخاوف جدية بشأن الالتزام بقواعد النظافة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أظهرت دراسة علمية حديثة نُشرت الثلاثاء أن ما يقارب 43.7% من مستخدمي المراحيض في مستشفى Bispebjerg في منطقة كوبنهاغن بالدنمارك لم يقوموا بغسل أيديهم بعد قضاء حاجتهم، وذلك رغم وجودهم داخل مرفق طبي، وفي بعض الأسابيع من فترة المراقبة، بلغت النسبة 61.8%، ما اعتبرته جامعة Surrey البريطانية “مدعاة لقلق كبير بشأن الالتزام بإجراءات النظافة في بيئات عالية الخطورة”.
وأشارت وكالة الأنباء الألمانية (dpa) إلى أن الدراسة ركّزت على قياس سلوكيات النظافة داخل مراحيض عامة بمستشفى Bispebjerg، حيث تمّ تثبيت حساسات إلكترونية داخل مرحاضَين ومغسلتَين خلال فترة استغرقت 19 أسبوعًا. وتمّ تسجيل 2,636 عملية استخدام للمراحيض، تبيّن أن 1,153 منها لم تتبعها عملية تشغيل لصنبور المياه، وهو ما اعتُبر دلالة على عدم غسل اليدين.
اعتمد الباحثون منهجًا دقيقًا في التقييم، إذ اعتبروا أن عدم استخدام الحنفيّة خلال فترة تمتد من دقيقتين قبل إلى أربع دقائق بعد استخدام المرحاض دليل على إهمال غسل اليدين. ولوحظ أن السلوك هذا تكرّر بشكل خاص في ساعات الصباح والمساء، وكذلك خلال فترات الاستراحة مثل وقت الغداء.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، Pablo Pereira-Doel، إن “الكثيرين قد يعتقدون أن غسل اليدين بات أمرًا بديهيًا، لا سيما في المستشفيات وبعد جائحة كوفيد-19، لكن بياناتنا تظهر واقعًا مغايرًا”. ودعا هو وزميله Benjamin Gardner إلى حملات توعية مستمرة لتعزيز ثقافة النظافة الشخصية.
تكاليف صحية واقتصادية فادحة
بالتزامن مع نتائج الدراسة، جددت جمعية Semmelweis، بمناسبة اليوم العالمي لنظافة اليدين في 5 مايو، دعوتها إلى تعزيز ثقافة غسل اليدين، خاصة في المؤسسات الصحية. وأشارت إلى أن النمسا تتكبد خسائر سنوية تصل إلى 300 مليون يورو نتيجة ضعف الالتزام بالنظافة اليدوية، وذلك بحسب دراسة صادرة عن معهد الدراسات العليا (IHS).
وأوضحت الجمعية أن هناك تزايدًا في امتناع المرضى عن التوجه إلى المستشفيات خوفًا من التقاط عدوى، مشيرة إلى بيانات صادرة عن منصة “كفاح ضد جراثيم المستشفيات” والتي أفادت بأن نحو 95,000 شخص في النمسا يُصابون سنويًا بعدوى مرتبطة بالعلاج الطبي، ويُقدّر عدد الوفيات الناتجة عنها بـ 5,000 سنويًا.
وتعود غالبية هذه الإصابات، وفقًا للجمعية، إلى ضعف الالتزام بإجراءات النظافة، لا سيما عند التعامل مع الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، والتي يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة حتى بعد تدخلات طبية بسيطة.
دعوات لتشريعات ملزمة
طالبت جمعية Semmelweis بضرورة إنشاء برنامج دراسات عليا متخصص في “نظافة المستشفيات”، إلى جانب إدخال معايير نظافة موحدة وإلزامية على مستوى البلاد، وتعزيز تأهيل الكوادر المختصة في هذا المجال.وأكدت نقابة الأطباء، إلى جانب خبراء صحة آخرين، أن غسل اليدين بطريقة فعّالة يتطلب استخدام ماء جارٍ دافئ لمدة لا تقل عن 20 ثانية، مع فرك اليدين بالصابون جيدًا لإزالة الجراثيم. كما شددت على أهمية تجفيف اليدين بعناية، إذ أن البيئة الرطبة تعزز بقاء الفيروسات والبكتيريا، ويفضل استخدام منشفة نظيفة أو جهاز تجفيف بالهواء.



