عشر سنوات على مأساة شاحنة بارندورف.. وفاة 71 لاجئًا داخل شاحنة تبريد خلق حياة لملايين آخرين
قبل عشر سنوات، شهدت منطقة بارندورف (Parndorf) على الطريق السريع A4 واحدة من أسوأ المآسي المرتبطة باللاجئين في القارة الأوروبية منذ بداية حركة الهجرة الحديثة، حيث فقد 71 شخصًا حياتهم داخل شاحنة تبريد مغلقة بإحكام، في حادثة صدمت الرأي العام وأثارت جدلًا واسعًا على المستوى الدولي، بحسب صحيفة krone النمساوية.
في مساء 27 أغسطس 2015، اكتشف موظف من ASFINAG شاحنة تبريد متوقفة في موقف للطوارئ دون سائق، وعند وصول الشرطة وفتح أبوابها، واجهت القوات مشهدًا مرعبًا ومروعًا. داخل الحمولة التي تبلغ مساحتها حوالي 13 مترًا مربعًا، فارق 71 لاجئًا الحياة بطريقة مأساوية، بينهم 59 رجلًا، و8 نساء، و4 أطفال (فتاة وثلاثة فتيان).
أظهرت التحقيقات الجنائية التفصيلية أن الضحايا حاولوا بكل ما أوتوا من قوة النجاة وفتح أبواب الحمولة من الداخل، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، مما حوّل الشاحنة إلى ما يشبه قبرًا جماعيًا متحركًا.
توزع الضحايا على جنسيات مختلفة: 29 عراقيًا، 21 أفغانيًا، 15 سوريًا، و5 إيرانيين. وأظهرت التحقيقات أن السائق كان مدعومًا بمركبات استرالية تابعة لشبكة التهريب، وقد شهد على محاولات الضحايا للنجاة، ولكنه تجاوزهم متجهًا بالشاحنة نحو الحدود، في حين أن الشرطة المجرية كانت تراقب المكالمات الهاتفية للضحايا لكنها لم تتدخل في الوقت المناسب لإنقاذهم.
بعد الحادثة، تمت محاكمة المتورطين في المجر، حيث تبين أن الرؤساء الأربعة للشبكة و10 شركاء لهم استفادوا ماليًا من تهريب اللاجئين، بتحقيق أرباح بلغت 15.5 مليون يورو تم تحويلها إلى أفغانستان.
وأدين الأربعة الرئيسيون، وهم ثلاثة بلغاريين وأفغاني، بالسجن المؤبد، علمًا بأنهم كانوا على علم بأن الحمولة مغلقة بإحكام ولا يمكن فتحها من الداخل، مما يجعل الجريمة أكثر بشاعة.
وقد شكّلت هذه المأساة صدمة دولية، وسلطت الضوء على نقاط ضعف المراقبة الحدودية الأوروبية، خاصة فيما يتعلق بالشاحنات الكبيرة، كما أثارت انتقادات واسعة للسياسات الأوروبية المتعلقة باللاجئين آنذاك، رغم تصريحات بعض القادة الأوروبيين، مثل المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، التي قالت: «سوف نستطيع التعامل مع الأزمة».



