“عقلية التملّك”.. دراسة تكشف عن أوجه تشابه في جرائم قتل النساء في فيينا
كشفت دراسة جديدة حول حوادث قتل النساء أو محاولات قتلهن في مدينة فيينا عن أن الشعور بـ “عقلية التملّك” في العلاقات هو إشارة تحذيرية واضحة وخطيرة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
أجرى هذه الدراسة “معهد أبحاث النزاعات” (Institut für Konfliktforschung) بتكليف من “دائرة خدمات المرأة في فيينا” (Frauenservice Wien)، حيث عملت على تحليل جرائم العنف المرتكبة ضد النساء.
في الفترة الممتدة بين بداية عام 2022 وشهر يونيو 2023، شهدت فيينا وقوع أربع جرائم قتل لنساء، وست محاولات قتل أخرى. وأشارت الدراسة إلى أن مرتكبي هذه الجرائم كانوا جميعًا شركاء الضحايا أو شركائهم السابقين. هذه النتائج مستخلصة من الدراسة المعنونة: “جرائم قتل النساء ومحاولات القتل ضمن العلاقات. إدراك الخطر والبحث عن المساعدة في فيينا”، والتي أشرف على تنفيذها معهد أبحاث النزاعات بتكليف من دائرة خدمات المرأة.
تُعد هذه الدراسة جزءًا من “حزمة حماية العنف” المكونة من ثلاث نقاط، والتي تهدف إلى تعزيز شبكة حماية المرأة والأمن في فيينا. فإلى جانب الأبحاث، تم أيضًا مضاعفة الميزانية المخصصة للوقاية والعمل مع الرجال، والاستثمار في جهود التوعية والوقاية في المدارس. ويهدف هذا العمل إلى تفكيك صور الأدوار الجندرية النمطية التي تشجع على العنف.
🔍 الدراسة تكشف عن وجود تطابق في المؤشرات
وفقًا للمديرة المشرفة على الدراسة، Birgit Haller، فإن الدراسة توضح بشكل جلي أن “لا جريمة قتل واحدة لامرأة حدثت دون وجود إشارات تحذيرية”. وأفادت بوجود عوامل خطر في جميع الحالات التي جرى تحليلها، والتي تمثلت “أكثرها شيوعًا في الشعور بالتملّك، إضافة إلى العنف النفسي، والسيطرة، والتهديد بالقتل، أو حيازة الأسلحة”. وشددت Haller على ضرورة التعرف على هذه المؤشرات وأخذها على محمل الجد في مرحلة مبكرة.
فيما يتعلق بـ 18 حالة التي شملتها الدراسة، كان معظم الضحايا والجناة تتراوح أعمارهم بين 50 و 59 عامًا. ولعبت عوامل مثل الأمراض النفسية، وإدمان الكحول أو المخدرات، وتحمل مسؤولية الرعاية من جانب الجناة دورًا في الوقوع في هذه الجرائم. وكانت “عقلية التملّك” والعنف النفسي عوامل خطر حاسمة ومسببة في نصف إجمالي الحالات التي تم تحليلها. وكانت ست نساء قد تعرضن للعنف بالفعل قبل وقوع الجريمة، لكن لم يكن لأي منهن تواصل موثق مع أي منشأة مخصصة لحماية ضحايا العنف. في المقابل، وثقت أربع نساء بمعلوماتهن إلى أشخاص في محيطهن الخاص.
📢 توعية المجتمع ونشر المعلومات حول المساعدة
من جانبها، أكدت Laura Wimmer، مديرة دائرة خدمات المرأة في فيينا، أن “جرائم قتل النساء ليست مشكلة خاصة، بل هي مشكلة عامة”. وتابعت قائلة: “لا يمكن منع أكبر عدد ممكن من هذه الأفعال العنيفة إلا من خلال معالجة الهياكل الأبوية، واختلال توازن القوى، وأنماط العنف بشكل جماعي.” وتبين الدراسة المستويات التي يجب مواصلة العمل عليها:
- الوقاية المجتمعية: تتطلب التوعية المبكرة لكسر الأدوار الجندرية الجامدة والبدء في الوقاية من العنف منذ مرحلة رياض الأطفال والمدارس.
- الشرطة والعدالة: يجب عليهما تحسين قدرتهم على التعرف على الحالات عالية الخطورة والتعاون بشكل أوثق مع المؤسسات المعنية.
- النظام الصحي: يجب توفير عروض وخدمات يسهل الوصول إليها، بالإضافة إلى تعزيز القدرة على التعرف على حالات العنف المنزلي.
- الحملات التوعوية: يجب إطلاق حملات واسعة لتوعية الجمهور، والتثقيف حول عروض المساعدة المتاحة، وتشجيع ضحايا العنف على طلب المساعدة.
وبدورها، قالت عضو مجلس مدينة فيينا للمرأة، Kathrin Gaal (تنتمي لحزب SPÖ)، إنه من المهم جدًا أن تقوم المدينة بإعادة الإعلان عن خدماتها بشكل مستمر، مشددة على أن “علينا أن نضاعف جهودنا لوصول نقاط الاتصال ورقم الطوارئ إلى أكبر عدد ممكن من النساء، بطرق بسيطة وسهلة الوصول.” وأضافت أن من واجب المدينة “مد يد العون في أي وقت للنساء المتضررات من العنف.” وأكدت أن المساواة بين المرأة والرجل أمر مهم، ويبقى أفضل ضمان ضد التبعية وبالتالي أفضل حماية ضد العنف.



