عمدة فيينا يعد بتحسين الرعاية الصحية وتخفيف شروط الحصول على مساكن بلدية

قدم عمدة مدينة فيينا، ميخائيل لودفيغ، مشروعًا جديدًا يشمل مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز رفاهية سكان المدينة في العديد من المجالات، جاء الإعلان عن هذه المشاريع في إطار حملته الانتخابية قبيل الانتخابات المحلية التي ستُجرى في 27 أبريل 2025، وتركز هذه المبادرات بشكل رئيسي على القطاع الصحي، حيث يسعى لودفيغ إلى جعل فيينا “عاصمة للوقاية الصحية”، إلى جانب تقديم حلول مبتكرة في مجالات الإسكان الذكي والتكنولوجيا وغيرها.

وبحسب صحيفة kurier النمساوية، كشف لودفيغ عن مشروع “فيينا للوقاية”، الذي يهدف إلى استخدام دراسات طبية معمقة لزيادة الفهم حول كيفية تطور الأمراض وكيفية الوقاية منها. يتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع الجامعة الطبية في فيينا وصندوق التأمين الصحي للمدينة. يُستهدف من خلال المشروع تحليل الأمراض وكيفية ارتبطها ببعضها البعض، والعمل على إيجاد حلول للوقاية منها، إضافة إلى اكتشاف طرق تشخيصها في مراحل مبكرة.

وأشار العمدة إلى أن عدد سنوات الحياة الصحية في النمسا يبلغ حاليًا 57 عامًا فقط، وهو رقم منخفض مقارنة بالدول الأخرى مثل السويد التي يبلغ متوسط سنوات الحياة الصحية فيها 72 عامًا. وأوضح لودفيغ أن هذه الفجوة تُسهم في تقليل جودة حياة الأفراد، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على النظام الصحي الوطني وارتفاع عدد حالات التقاعد المبكر والإجازات المرضية. وبالتالي، يهدف المشروع إلى تحسين هذا الوضع من خلال تطوير نموذج صحي جديد يعزز الوقاية ويقلل من خطر الأمراض عبر أساليب تشخيصية متقدمة، وكذلك من خلال استخدام الطب الدقيق في علاج الحالات المرضية.

وسيتم إشراك 20,000 شخص من سكان فيينا في هذا المشروع الذي يشمل فحوصات طبية منتظمة ودراسات مستفيضة لفهم كيفية تأثير الأمراض على الأفراد، بهدف توفير علاجات دقيقة وفعّالة للمشاكل الصحية.

مشاريع أخرى لتطوير فيينا وتحسين حياة السكان

إلى جانب التركيز على الصحة، قدم لودفيغ سلسلة من المبادرات الأخرى التي تهدف إلى تحسين مختلف جوانب الحياة في فيينا:

  • نظام مرن للإسكان البلدي: أعلن العمدة عن تعديل في نظام منح الشقق البلديّة، بحيث يُسمح اعتبارًا من 1 مايو 2025 بإمكانية التقديم للحصول على شقة بعد سنتين فقط من الإقامة المستمرة في فيينا. لم يعد من الضروري أن يكون المتقدم قد سكن في نفس العنوان طوال هذه المدة. يهدف هذا التعديل إلى تسهيل الحصول على الإسكان للطلاب والشباب الذين يعيشون في منازل مشتركة، وكذلك للأشخاص الذين يواجهون صعوبات في حياتهم الشخصية مثل حالات الطلاق أو التغيرات المفاجئة في الظروف الحياتية، كما تم تحديد فئة جديدة من المتقدمين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة كأولوية للحصول على المساكن.
  • صندوق “المدينة الذكية” لدعم الابتكار: تم إنشاء صندوق “المدينة الذكية” بهدف دعم الابتكار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة. هذا الصندوق سيقدم الدعم لشركات ناشئة في مرحلة نموها، وكذلك للمشروعات التي تعمل في القطاعات المستقبلية مثل الرقمنة، التنقل، الطاقة، وعلوم الحياة. يهدف المشروع إلى تعزيز الاقتصاد المحلي في فيينا ودعم التحول التكنولوجي دون التقيد بالقواعد الأوروبية الصارمة لدعم الشركات.
  • إعادة تأهيل منطقة أوتو واجنر: في إطار تطوير بنية المدينة التحتية، أعلن لودفيغ عن تجديد منطقة أوتو واجنر وتطويرها، بما يشمل بناء حرم جامعي جديد لجامعة الموسيقى والفنون في فيينا، بالإضافة إلى إنشاء مساكن للطلاب في المنطقة. يأتي هذا المشروع كجزء من خطة شاملة لتجديد المناطق التاريخية في فيينا وتوفير بيئة تعليمية وسكنية ملائمة للطلاب.
  • فصول إعادة التأهيل للطلاب بعد العلاج النفسي: واحدة من المبادرات الهامة التي قدمها لودفيغ هي إنشاء “فصول إعادة التأهيل” التي تهدف إلى مساعدة الطلاب الذين خضعوا للعلاج النفسي على العودة تدريجيًا إلى الحياة المدرسية. يهدف هذا المشروع إلى تيسير إعادة إدماج هؤلاء الطلاب في المدرسة بطريقة تدريجية ومريحة، مما يسمح لهم بالاندماج بشكل أفضل في الأنشطة الدراسية والاجتماعية.

تعزيز مكانة فيينا الدولية في مجال الصحة

علاوة على المشاريع الداخلية، يسعى لودفيغ إلى تعزيز مكانة فيينا كمدينة رائدة في مجال الصحة على الصعيد الدولي. سيتم جعل عينات وبيانات الدراسات التي يتم جمعها في إطار مشروع “فيينا للوقاية” متاحة للدراسات الدولية، مما يساهم في تعزيز سمعة فيينا كأحد المراكز العالمية للبحوث الصحية. كما سيؤدي ذلك إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الطب والعلوم الصحية، بما يعود بالفائدة على سكان المدينة وعلى العالم بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى