عمدة فيينا يعلن تقليصات في المساعدات الاجتماعية تشمل الأطفال والأشخاص في السكن المشترك

أعلنت بلدية فيينا اليوم الخميس عن خطط لتقليصات في نظام Mindestsicherung (المعونة الاجتماعية الأساسية) تشمل مخصصات الأطفال والمستفيدين الذين يعيشون في شقق مشتركة، وذلك في إطار حزمة تقشفية فرضتها الأزمة المالية للمدينة. وأكد العمدة Michael Ludwig (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPÖ) في مقابلة مع مجلة „News“ أن المساعدات الخاصة بالإيجار ستُخفض حتى بالنسبة للأطفال، كما يجري بحث فرض إلزامية الالتحاق برياض الأطفال بدءاً من سن الثالثة.
تفاصيل خطة التقليصات
تأتي هذه الإجراءات بعد إعلان زيادات في الأسعار والرسوم مطلع الأسبوع، وإلغاء Zuschlag للتدريب المهني، ووفق تصريحات العمدة، ستدخل التغييرات الجديدة حيز التنفيذ في العام المقبل، حيث سيتم اقتطاع جزء من مخصصات الأطفال لتخصيصه لسداد تكاليف السكن، تماماً كما هو معمول به حالياً مع البالغين. وتقدّر بلدية فيينا حجم التوفير الناتج عن هذه الخطوة بحوالي 20 مليون يورو سنوياً.
وفي سياق متصل، تدرس البلدية إلزام أطفال المستفيدين من المساعدات بالذهاب إلى رياض الأطفال ابتداءً من عمر ثلاث سنوات، وذلك بهدف تسهيل اندماج أولياء الأمور في سوق العمل، وفي حال تطبيق هذا الإجراء، قد تُخفض المخصصات للأطفال بدعوى انخفاض أعباء الرعاية على الوالدين، وأوضحت السلطات أن هذه الخطة ما زالت متوسطة المدى وتحتاج إلى تنسيق مع الشريك في الائتلاف الحاكم حزب NEOS، فضلاً عن توفير الكوادر والأماكن اللازمة لتنفيذها.
تعديلات على Bedarfsgemeinschaften
إلى جانب ذلك، سيتم تعديل نظام الدعم للمستفيدين الذين يعيشون في شقق مشتركة (Bedarfsgemeinschaften). فحتى الآن يحصل الأفراد الذين يسكنون معاً في شقة واحدة على الحد الأقصى من الدعم، وهو ما لا ينطبق على الأسر في منزل واحد. واعتباراً من العام المقبل، ستُطبق القاعدة نفسها على الجميع، ما سيؤدي بحسب تقديرات البلدية إلى توفير نحو 75 مليون يورو سنوياً.
وقد أثارت صيغة مخصصات الأطفال جدلاً في وقت سابق، حيث انتقدت المعارضة عدم اعتماد نظام تناقصي (degressiv) في المبالغ، إذ يحصل كل طفل على دعم متساوٍ بغض النظر عن حجم الأسرة، وهو ما تم تثبيته في عهد التحالف السابق بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر. ومع ذلك، أكد Ludwig أن نموذج Familienbeihilfe (إعانة الأسرة) في النمسا يمنح زيادة في المبلغ مع كل طفل إضافي.
حجم التوفير المتوقع
وفق الحسابات الأولية، ستتأثر أسرة تضم خمسة أطفال بانخفاض قدره نحو 400 يورو شهرياً نتيجة التغييرات في Mietbeihilfe (مساعدة الإيجار). وباحتساب إلغاء Zuschlag للتدريب، يصل إجمالي التوفير المستهدف إلى نحو 115 مليون يورو سنوياً، في حين بلغت نفقات المدينة على Mindestsicherung في العام الماضي نحو 800 مليون يورو.
العمدة Ludwig كرر في هذا السياق دعوته إلى نقل إدارة ملف المعونات الاجتماعية إلى AMS (خدمة التوظيف العامة)، مشيراً إلى أن ذلك سيعزز ربط المستفيدين بسوق العمل.
ردود الفعل السياسية
قوبلت هذه الخطط بانتقادات واسعة من أحزاب المعارضة. فقد وصفت رئيسة حزب الخضر في Wien، Judith Pühringer، التخفيضات بأنها “قاسية وتفتقر إلى الرؤية المستقبلية”، مؤكدة أن “51.380 طفلاً في Wien سيتأثرون سلباً بهذه الإجراءات التي تزيد من فقرهم وتقلص فرصهم المستقبلية”.من جانبه، اعتبر FPÖ-Wien أن الخطط غير كافية، حيث قال رئيسها Dominik Nepp في بيان صحفي: “ما يجري ليس إصلاحاً حقيقياً بل مجرد إصلاح صغير يتعلق بالمساعدة السكنية”، مجدداً مطلب حزبه بربط الاستحقاقات الاجتماعية حصراً بحاملي الجنسية النمساوية.



