عودة أسطورية لقاطرة بخارية إلى سكك النمسا بعد صيانة في ألمانيا بكلفة 770 ألف يورو
فيينا – INFOGRAT:
عادت قاطرة بخارية عمرها 119 عاماً إلى السكة في منطقة فالدفيرتل بالنمسا، بعد خضوعها لأعمال صيانة وإصلاح شاملة استمرت قرابة سبعة أشهر في مدينة ماينينغن الألمانية، ودخلت مجددًا الخدمة منذ يوم الأحد الماضي وسط احتفاءٍ شعبي واسع.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، شهدت قاطرة Mh.1 التابعة لسكة Waldviertelbahn عودة تاريخية إلى العمل، بعد أن تم إرسالها في أكتوبر/تشرين الأول 2024 إلى خبراء في مدينة Meiningen الألمانية المتخصصة في صيانة القاطرات البخارية.
وبحسب هيربرت فرانتس (Herbert Frantes)، مدير موقع Waldviertelbahn، فقد تم خلال تلك الفترة تفكيك القاطرة بالكامل إلى قطع غيار، ثم جرى فحص كل جزء منها حسب معايير دقيقة. أوضح قائلاً:
“يتم تفكيك القاطرة بالكامل إلى أجزائها، ثم تخضع كل قطعة لاختبارات معينة. على سبيل المثال، نقوم بأشعة سينية على المحاور للتأكد من عدم وجود شقوق، وتُبدل الأنابيب، كما يتم تجديد أجزاء من صندوق النار والمرجل.”
صيانة بتكلفة 770 ألف يورو
بلغت تكلفة أعمال الصيانة والإصلاحات الشاملة ما يقارب 770.000 يورو، وشملت تحديثات مهمة لهيكل القاطرة وأنظمتها الحيوية. وبعد الانتهاء من هذه العمليات، تمت إعادة تجميع القاطرة بعناية، لتعود إلى الخدمة بكامل طاقتها.
أول رحلة بعد العودة: مزيج من البخار والحنين
انطلقت Mh.1 يوم الأحد في أولى رحلاتها مجددًا، وسط أجواء احتفالية حضرها حوالي 200 راكب. وعلى خط السكة الضيق بين غموند (Gmünd) وليتشاو (Litschau) في إقليم غموند، سارت القاطرة بسرعة تصل إلى 40 كيلومترًا في الساعة.
تستهلك القاطرة خلال رحلتين ذهابًا وإيابًا 10.000 لتر من الماء وطنًا كاملاً من الفحم. وأشار غوتفريد برازاك (Gottfried Prazak)، المسؤول عن التدفئة والميكانيك والقاطرات، إلى أن تشغيل القاطرة يتطلب معرفة دقيقة بكيفية ومواضع وضع الفحم داخل الفرن، حسب التضاريس والانحدارات.
عشر ساعات من التحضير قبل كل رحلة
أوضح برازاك أن عملية التحضير لتشغيل القاطرة تبدأ قبل عشر ساعات من انطلاق الرحلة. ويُشعل الفحم تدريجيًا في المرجل لضمان توفر الضغط الكافي قبل التحرك.
تحديات في الموارد البشرية
رغم الحماس المتزايد للركاب، أشار فرانتس إلى وجود صعوبات في تأمين كوادر مدرّبة لتشغيل هذه القاطرات العتيقة. وأوضح أنه يتم حاليًا تدريب سائقي القاطرات داخليًا، ويضم الفريق حاليًا سائقين اثنين وأربعة مسؤولين عن التدفئة، مما يتيح تشغيل القاطرة بصورة منتظمة حتى إشعار آخر.
جذب دولي واسع
لفت فرانتس إلى أن القاطرة التاريخية تستقطب اهتمامًا من السياح من مختلف أنحاء أوروبا والعالم. فقد استقبلت السكة في الفترة الأخيرة ركابًا من هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، سويسرا، ألمانيا، النمسا، إيطاليا، واليابان.
الركاب عبّروا خلال الجولة الافتتاحية عن انبهارهم بجمال المناظر، وتجربة السفر البخاري الفريدة المليئة بالحنين والروائح المميزة، التي تُعيد للأذهان العصر الذهبي للسكك الحديدية.



