غضب في النمسا بعد استقبال الهيئة الاسلامية IGGÖ لرجل دين تركي مؤيد لحماس والاخوان

استقبلت الجماعة الدينية الإسلامية في النمسا (IGGÖ) رئيس الشؤون الدينية التركية (Diyanet) علي أرباش في فيينا استقبالًا رسميًا، ووقّعت معه مذكرة تفاهم للتعاون المستقبلي، وذلك بالرغم من خطابه المتطرف ضد إسرائيل والمثليين، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة.

وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، زار علي أرباش، رئيس هيئة الشؤون الدينية في أنقرة (Diyanet) وأحد المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العاصمة النمساوية فيينا يوم الجمعة الماضي، حيث التقى بممثلي “الاتحاد الإسلامي التركي في النمسا” (Atib)، وهو أكبر تجمع للمسلمين في البلاد وتُعتبر أنشطته ضمن نطاق تأثير الـ Diyanet بحسب المتخصصين.

خلال الزيارة، ألقى أرباش خطبة الجمعة في أحد مساجد الاتحاد، والتقط صوراً مع المصلين، وسجّل حلقة من البودكاست الرسمي للمنظمة، إلا أن الحدث الأبرز جاء في اليوم التالي، السبت، عندما زار أرباش الجماعة الدينية الإسلامية في النمسا (IGGÖ) والتقى برئيسها أوميت فورال Ümit Vural. وفي إطار ما وُصف بـ”الاحتفال الرسمي”، وقع الطرفان مذكرة تفاهم للتعاون المستقبلي في مجالات التعليم العلمي الديني والثقافي.

انتقادات حادة بسبب مواقف أرباش

أثارت هذه الزيارة، ولا سيما التوقيع على الاتفاق، انتقادات واسعة، خصوصاً بسبب مواقف علي أرباش السياسية والدينية المثيرة للجدل. إذ يُعرف أرباش بتصريحاته المعادية لإسرائيل والمثليين. ففي أعقاب هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وصف أرباش إسرائيل بأنها “خنجر صدئ في قلب العالم الإسلامي”، واتهمها بارتكاب “إبادة جماعية في غزة تقوم على معتقد قذر ومنحرف”، كما شكك ضمناً في حقها بالوجود.

الناشط المسلم الليبرالي ومؤسس جمعية “الحمرا” في ألمانيا، إرين جوفرجن Eren Güvercin، اعتبر أن تصريحات أرباش لا تزال تتسم بنفس الخطاب المتطرف. وقال: “هذه اللغة المناهضة لإسرائيل بشكل متطرف والعداء السافر للسامية لا تزال حاضرة في خطابات أرباش حتى اليوم. هناك أمثلة لا حصر لها”.

وأضاف جوفرجن أن أرباش شارك في أبريل الماضي في مؤتمر دولي لـ Diyanet إلى جانب شخصية قيادية في جماعة “الإخوان المسلمين”، حيث تم اعتبار الحرب ضد إسرائيل “واجباً شرعياً” وفق فتوى إسلامية صادرة عن المؤتمر.

خطاب معادٍ للمثليين ومواقف “غير قابلة للتفاوض”؟

ومن أبرز مواقف أرباش التي أثارت الاستياء، تصريحاته القديمة التي اعتبر فيها أن “المثلية الجنسية تهدف إلى نشر الأمراض وتفسد الأجيال”، وهو ما اعتبره مراقبون خطاب كراهية صريحاً.

رغم هذه الخلفيات، وقّعت IGGÖ الاتفاق مع أرباش في أجواء احتفالية، ما أثار تساؤلات حول اتساق مواقفها. جوفرجن اعتبر ذلك “مشيناً”، خصوصاً أن الجماعة الدينية في النمسا كانت قد تبنت موقفاً جاداً ومعارضاً للعداء للسامية بعد هجوم حماس، على حد تعبيره، وتساءل: “كيف يمكن التوفيق بين هذا الموقف والتعاون مع شخصية لها خطابات معادية للسامية ومثيرة للكراهية؟”

رد IGGÖ: الشركاء مستقلون وتصريحاتهم لا تلزمنا

وفي ردها على استفسارات صحيفة Der Standard، أكدت IGGÖ أن شركاء التعاون هم “مؤسسات مستقلة مسؤولة عن تصريحاتهم”، وأن الجماعة لا تتبنى بالضرورة كل الأقوال أو المواقف التي تصدر عنهم، كما شددت على أنها ترفض بشكل قاطع التصريحات التعميمية، التمييزية أو المهينة للكرامة الإنسانية، ولكنها لم تتطرق بشكل مباشر إلى مواقف أرباش.

وأوضحت أن المحادثات التي أفضت إلى توقيع الاتفاق بدأت في عام 2022، خلال زيارة رسمية قامت بها IGGÖ إلى هيئة Diyanet، مشيرة إلى أن مثل هذه الشراكات موجودة مع دول أوروبية أخرى مثل البوسنة، شمال مقدونيا وألبانيا.

وأكدت الجماعة الإسلامية في النمسا على تمسكها بمبادئ “كرامة الإنسان، التسامح الديني والمسؤولية الاجتماعية”، واعتبرت هذه المبادئ “غير قابلة للتفاوض”.

تساؤلات حول المبادئ والقيم

رغم هذه التوضيحات، لم تتراجع الانتقادات. فقد تساءل جوفرجن قائلاً: “أي مبادئ هي هذه؟ هل من المقبول توقيع اتفاق تعاون مع محرض معادٍ للسامية؟ كيف سيكون رد الفعل لو وقّع ممثل كنسي اتفاقية تعاون مع محرض يميني متطرف؟ لكانت IGGÖ أول من يخرج إلى العلن ويصرخ بالعنصرية. هذا أمر عبثي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى