غير جنسه ليدخل سجن النساء.. السجن لشخصية سابقة من عالم “الأضواء الحمراء” بتهمة إعادة إحياء النازية في فيينا
أصدرت المحكمة الإقليمية في فيينا يوم الجمعة حكماً نهائياً بالسجن غير المشروط (النافذ) لمدة 20 شهراً بحق شخصية سابقة معروفة في عالم “الأضواء الحمراء”، وذلك لإدانتها بتهمة إعادة إحياء النشاط الاشتراكي القومي (NS-Wiederbetätigung). وقد أثار تغيير المتهمة لجنسها من رجل إلى امرأة في الفترة التي سبقت المحاكمة جدلاً واسعاً في الرأي العام، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
ويُطلب من المتهمة، التي عُرفت باسم Waltraud P.، قضاء فترة سجن إجمالية تبلغ ثلاث سنوات، حيث شمل الحكم تحويل عقوبات سابقة، بعضها كان مع وقف التنفيذ، إلى عقوبات نافذة، أو تم ضمها إلى الحكم الجديد. وتتعلق القضية الحالية برسائل ومشاركات نشرتها Waltraud P. في مجموعات دردشة عبر تطبيق “واتساب” بين عامي 2015 و 2023. وتفيد لائحة الاتهام بأن المتهمة قامت بتمجيد هتلر والاشتراكية القومية من خلال نشر صور معدلة لأدولف هتلر مرفقة بنصوص وتعليقات.
على سبيل المثال، أرسلت Waltraud P. في عيد ميلاد هتلر بتاريخ 20 أبريل 2023 ما يشبه “بطاقة عيد ميلاد” مصحوبة بتعليق: “عيد ميلاد سعيد يا قائدي” (Happy Birthday, mein Führer). وجاء في لائحة الاتهام: “احتوت الرسائل المُرسلة على صور ومقاطع فيديو تاريخية ودعائية لأدولف هتلر وأعضاء في قوات الفيرماخت، بالإضافة إلى شعارات وإيماءات ورموز نموذجية للاشتراكية القومية. كما تم إرسال رسائل مناهضة للسامية، وساخرة ومؤيدة لعمليات الإبادة الجماعية لليهود وغيرها من جرائم النظام النازي”.
الاعتراف بالذنب وتغيير الموقف
وشددت لائحة الاتهام على أن هذه الأفعال لم تحدث عرضاً، مؤكدة أن Waltraud P. تنتمي إلى “الساحة اليمينية المتطرفة أو النازية الجديدة”. وخلال المحاكمة، اعترفت المتهمة بالذنب بشكل كامل، لكنها التزمت الصمت أمام المحكمة. وقد صرح محامي الدفاع، Nikolaus Rast، في بداية الجلسة: “إنها تعترف بكل شيء. بالكامل”. وأشار إلى أن Waltraud P. لم تعد متمسكة بالتصريحات التي أدلت بها في مرحلة التحقيق الأولي، حيث كانت قد ذكرت أنها وجدت تلك الرسائل “مضحكة” وأنها “طريقتها في الفكاهة”.
اعترف المحامي Rast بأنها “قالت ذلك في حينه، ولكن كان من الخطأ التعامل مع الأمر بهذه الطريقة”، مشيراً إلى أن قناعات موكلته قد تغيرت منذ ذلك الحين: “منذ عام 2023 لم يعد هناك أي شيء في هذا الاتجاه. لقد أدركت أن هذا هو الطريق الخاطئ الذي سلكته في ذلك الوقت. لقد عادت إلى قيم المجتمع”. وخلال المحاكمة، استخدمت Waltraud P. حقها في الامتناع عن الإدلاء بشهادتها. وبعد انتهاء الجلسة، صرحت للصحفيين بأنها ستبدأ بقضاء عقوبتها في مؤسسة العدل العقابية المخصصة للسجينات Justizanstalt Schwarzau.
تغيير الجنس لقضاء العقوبة في سجن النساء
بعد أن اكتسب حكم محكمة حي Favoriten الصفة النهائية وصدر طلب لبدء تنفيذ العقوبة، قام المحكوم عليه، الذي كان يُدعى في الأصل Walter P.، بتغيير قيده الجندري إلى أنثى. وتم هذا التغيير بعد تقديم تقرير طبي نفسي. ووفقاً لتصريحات المتهمة نفسها، كان الهدف المعلن من هذا الإجراء هو قضاء فترة السجن في سجن النساء.
وبعد فترة وجيزة من تغيير الجنس، زعمت Waltraud P. أنها تلقت رسالة من هيئة التأمينات التقاعدية (PVA) تشير إلى إمكانية تقاعدها المبكر في سن 61 عاماً بدلاً من 65 عاماً كما كان مقرراً لها كذكر في السابق. وعندما تناولت صحيفة “Kronen Zeitung” هذا الأمر، ثم وسائل إعلام أخرى، اندلع نقاش حاد حول قضايا تغيير الجنس. وتتولى الآن عدة سلطات نمساوية مراجعة التداعيات الجنائية المحتملة في هذه القضية.
