فرص نجاح تشكيل حكومة بين حزب الشعب وحزب الحرية في النمسا

بدأت عملية تشكيل الحكومة في النمسا من جديد يوم الثلاثاء، بعد أن كلف الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين زعيم حزب الحرية (FPÖ)، هربرت كيكل، رسميًا بمهمة تشكيل الحكومة. للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الثانية في النمسا، يحصل حزب الحرية على هذه الفرصة، مما يضع حزب الشعب (ÖVP) في موقف تفاوضي ضعيف، وفقًا للخبير السياسي بيتر فيلزماير، يبدو أن حزب الشعب قد يقبل بالمفاوضات “بسهولة نسبية” بسبب نقص الخيارات المتاحة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، من بين أبرز التحديات التي تواجه أي ائتلاف بين الحزبين، تأتي قضية “إعادة هيكلة الميزانية”، أو كما وصفها فيلزماير، “مشكلة المال”. يميل حزب الحرية إلى التركيز على تخفيض الضرائب، مثل ضريبة الشركات وتكاليف الأجور، مما يؤدي إلى خسائر في الإيرادات الحكومية، بينما قد يجد حزب الحرية نفسه مرتاحًا لتحميل الاتحاد الأوروبي مسؤولية العجز المالي، ستكون هذه السياسة صعبة بالنسبة لحزب الشعب بسبب التزاماته الاقتصادية والأوروبية.

تباين السياسات الاجتماعية والاقتصادية

على الصعيد الاجتماعي، قد تلجأ حكومة محتملة بين الحزبين إلى مشاريع رمزية لا تكلف الدولة الكثير، مثل فرض حظر ارتداء الحجاب أو تقديم دورات لتعلم اللغة الألمانية. اقتصاديًا، يتوقع الخبراء أن تسعى الحكومة إلى تنفيذ سياسات داعمة للشركات، مثل تخفيض التكاليف الجانبية للأجور، مع تقديم بعض الامتيازات التي تستهدف القاعدة الشعبية لحزب الحرية.

السياسة الخارجية والأمنية

فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمنية، قد تسعى الحكومة إلى التوافق على صياغات عامة، مثل “تعزيز الحياد النمساوي”، مما يسمح لكل طرف بتفسيرها حسب مصالحه، كما يمكن أن تعتمد الحكومة على التغيرات المحتملة في السياسة العالمية، مثل موقف الولايات المتحدة المتوقع تجاه الحرب في أوكرانيا تحت إدارة الرئيس القادم، دونالد ترامب.

احتمالات النجاح

بالرغم من التحديات، يتوقع الخبراء، مثل فيلزماير، أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الحزبين، حيث قدر احتمالية نجاح المفاوضات بنسبة 90%. هذا التوافق يعكس الرغبة المشتركة للطرفين في المشاركة في الحكومة، بالرغم من تباين السياسات والأولويات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى