فيضانات الألفية تدفع فيينا لتطوير بنيتها التحتية وإطلاق مشروعات حماية جديدة

تسبب تغير المناخ في زيادة تكرار وحدة الظواهر الجوية القاسية، مما دفع مدينة فيينا إلى اتخاذ قرار بتوسيع حماية المدينة من الفيضانات خلال العام المقبل. وقد واجهت المدينة في منتصف سبتمبر ظاهرة فيضانات استثنائية وُصفت بأنها “فيضانات الألفية”، بعدما هطلت كميات هائلة من الأمطار في غضون ثلاثة أيام، تعادل المعدل الكامل لفصل الخريف، مما حوّل نهر Wienfluss إلى مجرى مائي جارف وتسبب في أضرار جسيمة ستستغرق سنوات لإصلاحها.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أكد Gerald Loew، رئيس إدارة المياه في فيينا، أن المدينة كانت مستعدة بشكل كبير لهذا الحدث، لكن حجم المياه كان غير مسبوق، حيث غمرت المياه خزان Auhofbecken وتجاوزت السدود بمقدار 1.5 متر. وأشار إلى أن الأضرار التي لحقت بمنطقة Wienfluss وبالخزانات الاحتياطية تتطلب ما بين سنة إلى سنتين لإتمام أعمال الإصلاح.

شهدت خزانات الاحتجاز، وخاصة Auhofbecken، أضرارًا كبيرة؛ حيث امتلأ الخزان بمليون متر مكعب من المياه خلال ساعتين. وقد بدأت السلطات العام الماضي بأعمال صيانة للجدران الداخلية للخزان، وتهدف الخطة إلى تعميق هذه الخزانات لزيادة قدرتها على استيعاب المياه، بالإضافة إلى تعزيز ارتفاع السدود في بعض المواقع.

وفيما يتعلق بشبكة المواصلات، تأثرت خطوط المترو الرئيسية مثل U2 وU4 بشكل كبير، خاصة بالقرب من محطة Pilgramgasse، حيث لم تكن المرافق مجهزة لتحمل فيضانات بهذا الحجم. وقد استُخدمت أكياس الرمال والألواح الخشبية لحماية الأجهزة الإلكترونية من التلف، مما تسبب في تعطيل حركة القطارات لمدة أربعة أيام.

وعانت المناطق السكنية القريبة من نهر Wienfluss، خاصة بين شارعي Czedikgasse وLudwiggasse، من أضرار كبيرة. وقد خططت السلطات لبناء جدار حماية بطول 350 مترًا، إلا أن مشكلات تتعلق بملكية الأراضي أعاقت تنفيذ المشروع. ومن المتوقع بدء أعمال البناء خلال العامين المقبلين.

وفي إطار تعزيز جاهزية المدينة، تعتزم فيينا إطلاق حملات توعية لزيادة وعي السكان بمخاطر الظواهر الجوية الشديدة وتزويدهم بسبل الوقاية المناسبة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى