فيينا تتساهل مع الجواسيس.. مشتبه بهم طلقاء بينما تنفذ اعتقالات في برلين ولندن
فيينا – INFOGRAT:
فيما تتعامل دول أخرى بحزم مع قضايا التجسس والتخريب المرتبطة بروسيا، يبدو أن فيينا تنتهج نهجًا مختلفًا، أكثر تساهلًا، حيث يُترك المشتبه بهم في أنشطة استخباراتية طلقاء دون متابعة صارمة، بحسب ما جاء في تعليق صحفي للكاتب النمساوي هانس راوشر.
وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، ففي ألمانيا، أُعلن مؤخرًا عن اعتقال ثلاثة رجال من الجنسية الأوكرانية، يُشتبه في استعدادهم لتنفيذ أعمال تخريبية لصالح روسيا. وحسب ما أفادت به السلطات الألمانية، فقد عرض الثلاثة خدماتهم على جهات “يُعتقد أنها تعمل بتكليف من روسيا”، لتنفيذ هجمات تفجيرية تستهدف شحنات تجارية داخل الأراضي الألمانية.
أما في بريطانيا، فقد صدرت مؤخرًا أحكام بالسجن لمدد طويلة بحق ستة أشخاص من أصول بلغارية، بعد إدانتهم بالتجسس لصالح روسيا، وهذه المجموعة كانت تعمل، وفقًا للمحكمة، تحت إشراف النمساوي الفار يان مارسالِك (Jan Marsalek)، وهو شخصية بارزة مرتبطة بفضيحة شركة “Wirecard” المالية. وتشير التحقيقات إلى أن إحدى المدانات كانت على تواصل مكثف عبر الدردشة مع بلغارية أخرى تقيم في فيينا، تورّطت في أعمال مراقبة وتجسس استهدفت صحفيين استقصائيين، من بينهم رئيسة تحرير مجلة “Profil”، والصحفي الاستقصائي المعروف خريستو غروزيف (Christo Grozev)، إلى جانب رئيس جهاز حماية الدولة ومسؤولين سابقين في حزب الشعب النمساوي (ÖVP) بفيينا.
اللافت في الأمر أن هذه السيدة، التي كانت تعمل لحساب أجهزة الاستخبارات الروسية من داخل العاصمة النمساوية، أُفرج عنها من قبل المحكمة لغياب “خطر ارتكاب الجريمة”، حسب ما ورد في حيثيات القرار القضائي.
ويبدو أن هذا النهج ليس استثناءً، بل أصبح نمطًا معتادًا في النمسا، فعدد من الأشخاص الآخرين، المشتبه في عملهم كوكلاء لصالح روسيا، لا يزالون طلقاء، وبعضهم أُفرج عنه بعد تقديم تعهدات، دون أن يكونوا رهن الاحتجاز أو المتابعة القضائية النشطة، علمًا بأن عددًا من هؤلاء لعبوا دور شهود رئيسيين في المداهمة الشهيرة التي نفّذها وزير الداخلية السابق هربرت كيكل (Herbert Kickl) ضد هيئة حماية الدستور والاستخبارات الداخلية، والتي تم لاحقًا اعتبارها إجراءً غير قانوني من قبل القضاء.
وفي ختام التعليق، يسخر راوشر من الفارق في الحزم بين النمسا ودول الجوار قائلاً: “في أماكن أخرى يُواجه مثل هذا النوع من القضايا بحزم، أما في فيينا، فـ’سَمّا دا نِت سُو‘” (بلهجة نمساوية تعني: “لسنا كذلك هنا”).



