فيينا تحتفل بمرور 10 سنوات على إشارات “المثلية” والتي ساهمت بتخفف المخالفات بنسبة 18%
فيينا – INFOGRAT:
احتفلت مدينة فيينا بمرور عشر سنوات على إطلاق “إشارات المرور الزوجية” (Ampelpärchen)، التي جرى تركيبها لأول مرة في مايو/أيار 2015 بهدف إرسال رسالة واضحة تعبر عن التسامح والتنوع في الفضاء العام. وعلى الرغم من أنها كانت مبادرة مؤقتة، إلا أنها أصبحت اليوم جزءاً دائماً ولافتاً من المشهد “الحضري” للعاصمة النمساوية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بدأت المبادرة في إطار فعاليات ضخمة احتضنتها المدينة آنذاك، مثل حفل “لايف بول” (Life Ball)، ومسابقة “يوروفيجن” الغنائية (Eurovision Song Contest)، ومسيرة قوس قزح (Regenbogenparade). وتمثلت الفكرة في عرض رموز إشارات المرور الخاصة بالمشاة في هيئة أزواج بدلاً من أفراد منفردين، حيث تظهر هذه الأزواج في صور لثنائيات من الذكور أو الإناث أو مختلطة الجنسين، في تجسيد رمزي للتنوع الجنسي والاجتماعي.
النطاق والتنفيذ
تم تركيب إشارات “Ampelpärchen” بدايةً في 120 معبراً للمشاة، وظهرت أولى الإشارات عند شارع Universitätsring قرب محطة Schottentor. وأشرفت على التنفيذ الإدارة البلدية رقم 33 (Magistratsabteilung 33) المسؤولة عن البنية التحتية للإضاءة.
في البداية، كان من المقرر أن تنتهي هذه الحملة نهاية يونيو/حزيران 2015، إلا أن ردود الفعل الإيجابية والتغطية الإعلامية العالمية دفعت حينها ماريا فاسيلاكَو (Maria Vassilakou)، عضو المجلس البلدي عن حزب الخضر (Grünen) والمكلفة بملف النقل، إلى اتخاذ قرار بإبقاء الإشارات الزوجية بشكل دائم.
وقد نالت المبادرة صدىً واسعاً خارج حدود فيينا، حيث اعتمدت مدينة ميونيخ (München) الفكرة بمناسبة يوم كريستوفر ستريت (Christopher Street Day) عام 2015. كما تبنتها مدن ألمانية أخرى مثل برلين وفرانكفورت.
جدل داخلي وردود فعل متباينة
رغم الترحاب الشعبي والإعلامي، أثارت المبادرة جدلاً سياسياً داخل النمسا. فقد اعتبر حزب الحرية النمساوي (FPÖ) إشارات المرور الزوجية تبديداً لأموال دافعي الضرائب، وتقدم الحزب حينها بدعوى قانونية ضد فاسيلاكَو، زاعماً أن التصاميم الجديدة تنتهك قانون المرور النمساوي. وتشير الوثائق إلى أن تكلفة تركيب كل إشارة بلغت نحو 1,285 يورو.
دراسة علمية لمتابعة الأثر السلوكي
بهدف التحقق من تأثير الرموز الجديدة على سلوك المشاة وسلامة المرور، أجرت الإدارة البلدية رقم 33 دراسة علمية خاصة. ووجدت الدراسة أن الرموز الجديدة تتميز بـسطح مضيء أكبر بنسبة 40% تقريباً مقارنة بالإشارات التقليدية، مما يجعلها أكثر وضوحاً للمشاة.وقد أظهرت الدراسة أن هذه الإشارات أدت إلى انخفاض في نسبة تجاوز المشاة لإشارة الضوء الأحمر بنحو 18%. واستخدم الباحثون كاميرات مدمجة في نظارات خاصة لقياس حركة عيون المشاة وتفاعلهم البصري مع الرموز الجديدة. ومن المتوقع أن تُستخدم نتائج هذه الدراسة في تصميم إشارات مرور جديدة في المواقع ذات ظروف الرؤية الصعبة مستقبلاً.



