فيينا تختبر “أسفلتًا باردًا” للحد من حرارة الصيف في المدينة
فيينا – INFOGRAT:
اختبار أنواع جديدة من الأسفلت في فيينا للحد من حرارة الصيف في المناطق الحضرية.
شرعت بلدية مدينة فيينا في تنفيذ مشروع تجريبي لاختبار أنواع جديدة من الأسفلت في إطار جهودها لمواجهة ظاهرة “الجزر الحرارية” في المناطق الحضرية، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير في الصيف نتيجة امتصاص الأسطح الصلبة للحرارة. وقد تم تطبيق أربع خلطات جديدة من الأسفلت في محيط مجرى نهر Liesingbach كجزء من هذا المشروع.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، رغم صعوبة الاستغناء عن الأسفلت في البنية التحتية، لا سيما في ممرات الدراجات والمشاة، إلا أن هذا النوع من الرصف يتمتع بخصائص غير صديقة للبيئة، إذ يسخن بسرعة ولا يسمح بنفاذ الماء، ما يفاقم من التأثيرات السلبية للتغير المناخي في المدن.
تسعى مدينة فيينا حاليًا إلى بدائل أكثر استدامة للأسفلت التقليدي. وتشمل العوامل التي تحدد مدى سخونة طبقة الأسفلت عند التعرض لأشعة الشمس: لون الرصف، نوع الحصى المستخدم، ومواد الربط. وقد تم إطلاق اختبار ميداني لهذه الخلطات الجديدة على ممر الدراجات المحاذي لنهر Liesingbach.
TU Wien تطوّر أربع خلطات أسفلت مختلفة
بالتعاون مع الجامعة التقنية في فيينا (Technische Universität Wien)، تم تطوير أربع خلطات من الأسفلت، منها خلطة تقليدية، وثلاث خلطات تُعرف باسم “Cool Pavements”، وتتميز هذه الأخيرة بتنوعها من حيث نوعية الحجر، اللون، والمادة الرابطة.
وفي تصريحها لبرنامج “Wien heute”، قالت Ulli Sima، مستشارة المدينة لشؤون التخطيط (الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPÖ):
“نبحث منذ وقت طويل عن سطح مبتكر يمكن استخدامه لركوب الدراجات، ودفع عربات الأطفال والكراسي المتحركة بسهولة، دون اهتزازات مزعجة، ويكون في نفس الوقت صديقًا للبيئة من خلال السماح بمرور المياه عبره.”
وأكدت سِما أن قابلية الرصف لنفاذ الماء هي أهم عامل بيئي في المشروع:
“عدم وجود ختم محكم للأسطح يعني أن الماء يمكنه الاستمرار في التسرب إلى الأرض، وهذا سيكون أمرًا رائعًا. لأنه في هذه الحالة يمكننا استخدام هذا النوع من الرصف بشكل واسع على طول Liesingbach.”
اختبار ميداني على مسافة 80 مترًا
تم تثبيت الأنواع الأربعة من الرصف على امتداد 80 مترًا في ممر الدراجات بمحاذاة Liesingbach، حيث تم تجهيز المنطقة بمجسات لقياس درجة الحرارة والرطوبة. وتهدف هذه المجسات إلى تحليل تأثير كل نوع من أنواع الرصف على تطور درجات الحرارة في البيئة المحيطة.
وأوضح Wolfgang Ablinger من دائرة إدارة وبناء الطرق (MA 28):
“في أفضل الحالات، يمكننا بعد ذلك استخدام هذا الأسفلت القابل للتسرب بشكل واسع، خاصة في المناطق الحضرية. وأريد أن أُظهر أن هذا النوع من الرصف يمكن أن يساهم بالفعل في تبريد المدينة.”
مشروع طويل الأمد يمتد لثلاث سنوات
سيستمر المشروع البحثي على مدى الثلاث سنوات المقبلة. وبحسب النتائج التي سيتم التوصل إليها، سيتم اختيار أفضل خلطة من حيث الأداء البيئي والوظيفي لتُستخدم لاحقًا في مشاريع رصف أخرى خارج منطقة Liesingbach.



