فيينا تراهن على النقل المستدام وتواجه عجزاً بـ3,8 مليار يورو دون خطط تقشف في البرنامج الحكومي

ركّز البرنامج الحكومي الجديد لحكومة مدينة فيينا، الذي أُعلن عنه ضمن تحالف الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي (SPÖ) وحزب نيوس (NEOS)، على مجالي التوفير والتنقل المستدام، رغم تسجيل المدينة عجزاً قياسياً يُقدَّر بـ3,8 مليار يورو، دون أن يتضمّن البرنامج أي إجراءات تقشفية واضحة أو محددة. وقد أثار ذلك انتقادات من جانب خبراء الاقتصاد الذين شددوا على صعوبة تحقيق التوازن المالي دون التأثير سلباً على النمو الاقتصادي.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، يتألف البرنامج الحكومي من 191 صفحة ويتناول مواضيع متنوعة ومهمة، من أبرزها الشؤون المالية والتنمية الحضرية والمناخ والنقل. ورغم الإشارة إلى “ضرورة التوفير” كأمر واقع في ضوء الوضع المالي الصعب، فإن كلمة “توفير” أو “تقشف” Sparen لم تُذكر بشكل مباشر أو مفصل في البرنامج، ما أدى إلى تشكيك بعض المراقبين في جدية الحكومة المحلية بشأن ضبط الإنفاق.

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير الاقتصادي هانس بيتليك Hans Pitlik من معهد الأبحاث الاقتصادية النمساوي WIFO، أن الدين العام لمدينة فيينا بلغ 12,7 مليار يورو، أي ما يعادل نحو 6.400 يورو لكل مقيم. وأكد أن تقليص العجز المالي الحالي، البالغ 3,8 مليار يورو، يمثل تحدياً هائلاً، خصوصاً أن خفض الإنفاق في قطاعات أساسية مثل التعليم، الرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية يُعد أمراً حساساً وصعب التنفيذ.

تنقل مستدام ومشاريع عمرانية جديدة

على الرغم من الغموض المالي، فإن البرنامج الحكومي يقدّم رؤية واضحة وموسعة حول سياسات النقل والتنمية العمرانية المستدامة. ومن بين الإجراءات المخطط لها:

  • إعادة تصميم مسار الدراجات الهوائية entlang des Rings (على امتداد طريق الحلقات المركزي في فيينا)، بهدف تقليل الاحتكاكات بين المشاة وراكبي الدراجات.
  • إزالة مواقف السيارات من أمام المباني التاريخية لإتاحة المجال لبنية تحتية جديدة لوسائل النقل الصديقة للبيئة، مثل مسارات الدراجات.
  • فرض قيود على دخول السيارات إلى مركز المدينة، وهي خطوة تتطلب تعديلات قانونية على مستوى القانون الاتحادي Straßenverkehrsordnung (قانون المرور).

مبادرات تجريبية في النقل الحضري

تجري حالياً مدينة فيينا اختبارات لتطبيق نماذج مبتكرة في مجال النقل، مثل:

  • السماح بحمل الدراجات الهوائية في الحافلات والترام، وهو أمر جديد يهدف إلى تشجيع النقل المدمج.
  • اختبار مناطق للقيادة الذاتية، حيث يُسمح للسيارات ذاتية القيادة بالتحرك في مسارات تجريبية خاصة ضمن المدينة.
  • دراسة مشاريع النقل الجوي الحضري، مثل التلفريك Seilbahn، كجزء من الرؤية المستقبلية للتنقل. ورغم ما أُشيع عن إنشاء تلفريك إلى جبل كاهلنبرغ Kahlenberg، فإن المشروع لا يزال مستبعداً.

وتأمل الحكومة من خلال هذه المبادرات أن تساهم في تحقيق أهدافها المناخية، وتعزيز وسائل النقل المستدامة وتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى