فيينا تسجل انخفاضاً متواصلاً في تلوث الهواء حسب معايير الاتحاد الأوروبي رغم النمو السكاني وتتأهب لقواعد 2030

فييناINFOGRAT:

أظهرت بيانات إدارة حماية البيئة في فيينا (MA 22) انخفاضاً مستمراً في مستويات ملوثات الهواء بالعاصمة، وذلك وفق قياسات تُجرى في 16 محطة رصد منتشرة بالمدينة. وأكدت الإدارة أن متوسط القيم السنوية ظل في الحدود المسموح بها وفق معايير الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُتوقع أن يستمر حتى مع دخول حدود أكثر صرامة حيز التنفيذ اعتباراً من عام 2030، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

تفاصيل القياسات والرقابة

تُقاس في هذه المحطات ثلاثة ملوثات رئيسية: الأوزون، الجسيمات الدقيقة (Feinstaub)، وأكاسيد النيتروجين. ويشرف على المراقبة Heinz Tizek، رئيس قسم نقاء الهواء في إدارة حماية البيئة، الذي أوضح أن المركز المركزي لقياس الهواء يُعد “دماغ شبكة الرصد” حيث تُراقب جودة الهواء في الزمن الفعلي إلى جانب المعطيات الخاصة بالصيانة والتشغيل. وأضاف أن البيانات المناخية لها دور أساسي، خاصة في ما يتعلق بالجسيمات الدقيقة والأوزون، إذ تختلف جودة الهواء باختلاف مصدر الكتل الهوائية.

تحديات الجسيمات الدقيقة وأهمية التشريعات الأوروبية

أوضح عضو مجلس مدينة فيينا لشؤون البيئة والمناخ Jürgen Czernohorszky (SPÖ) أن نحو 75% من الجسيمات الدقيقة المقاسة في فيينا مصدرها خارجي، ما يجعل خفضها تحدياً يتطلب تعاوناً دولياً. وأكد أن القوانين الأوروبية، مثل معيار انبعاثات السيارات Euro 6 وإلزامية المحولات الحفازة، لعبت دوراً محورياً في خفض الملوثات.

أما فيما يتعلق بأكاسيد النيتروجين، فأشار Czernohorszky إلى أن جزءاً كبيراً من المسؤولية محلي، خصوصاً بسبب حركة المرور. وأوضح أن توسعة نظام إدارة المواقف، وتعزيز ركوب الدراجات، وتوسعة شبكة المترو ساهمت في تقليل الانبعاثات رغم زيادة عدد سكان فيينا بمقدار نصف مليون منذ تسعينيات القرن الماضي.

التطورات الإيجابية والأرقام الحالية

انخفض متوسط تركيز ثاني أكسيد النيتروجين عام 2024 في موقع Hietzinger Kai المزدحم مرورياً إلى 27 ميكروغرام/م³، بعد أن كان 58 ميكروغرام/م³ في عام 2010، متجاوزاً بذلك متطلبات التشريعات النمساوية (IG-L). كما لم يتجاوز عدد أيام تجاوز حد الجسيمات الدقيقة (50 ميكروغرام/م³) سوى ستة أيام فقط، رغم موجة غبار صحراوي في مارس، بينما تسمح المعايير الأوروبية بحد أقصى 35 يوماً.

المخاطر الصحية المستمرة

ورغم هذا التقدم، أكدت الوكالة الأوروبية للبيئة (EEA) أن تلوث الهواء لا يزال يتسبب في نحو 240 ألف حالة وفاة سنوياً في الاتحاد الأوروبي جراء الجسيمات الدقيقة وحدها. وأكد Umweltbundesamt أن الأضرار الصحية تظهر حتى عند مستويات أقل بكثير من الحدود القانونية الحالية.

تشديد القوانين الأوروبية الجديدة

دخلت التوجيهات الأوروبية الجديدة الخاصة بجودة الهواء حيز التنفيذ نهاية عام 2024، وتنص على حدود أكثر صرامة للجسيمات الدقيقة والأوزون وأكاسيد النيتروجين ابتداءً من عام 2030، استناداً إلى توصيات منظمة الصحة العالمية.
وأشار Tizek إلى أن هذا سيجلب تغييرات واسعة في تقنيات القياس، مؤكداً أن فيينا بدأت منذ ثلاث سنوات رصد الجسيمات فائقة الدقة (Ultrafeinstaub) في محطة Gaudenzdorf، رغم أن حدوداً معيارية لم تُحدد بعد بسبب نقص البيانات. كما سيتم تطوير محطة AKH لتصبح مركز قياس كبير بالتعاون مع Umweltbundesamt.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى