فيينا تسجل رقمًا قياسيًا في السياحة الشتوية مع 8,9 ملايين ليلة مبيت بفضل أسواق عيد الميلاد
فيينا – INFOGRAT:
شهدت العاصمة النمساوية فيينا ازدهارًا سياحيًا ملحوظًا خلال شتاء 2024/2025، مدفوعًا بإقبال واسع على أسواق عيد الميلاد “كريستكيندل” (Christkindlmärkte) والزينة الاحتفالية، ما أسهم في تسجيل زيادة قياسية بنسبة 10,3% في عدد ليالي المبيت مقارنة بالعام السابق، حسبما كشفت “إحصائيات النمسا” (Statistik Austria) يوم الجمعة.
أسواق “كريستكيندل” في فيينا تجذب الزوار وتسجل زيادة قياسية في ليالي المبيت
استقطبت أسواق عيد الميلاد في فيينا ومركزها التاريخي المزدان بالأضواء خلال موسم الشتاء الماضي حشودًا ضخمة من السياح، ما أدى إلى ارتفاع عدد ليالي المبيت إلى 8,9 ملايين ليلة بين شهري نوفمبر وأبريل، بحسب البيانات الرسمية التي أعلنتها “إحصائيات النمسا” (Statistik Austria) يوم الجمعة.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، يمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 10,3% مقارنة بالموسم السابق، ويؤكد استمرار الانتعاش السياحي الذي تشهده المدينة منذ سنوات، والذي لم تعرقله سوى جائحة كورونا، وقد تخطى هذا الارتفاع حتى مستويات ما قبل الجائحة، حيث لم يتجاوز عدد ليالي المبيت في شتاء 2018/2019 سوى 7,8 ملايين، وفي موسم 2017/2018 نحو 6,8 ملايين.
فيينا تتحول إلى “عاصمة عيد الميلاد” في أوروبا
وتُعدّ أسواق عيد الميلاد في فيينا من أهم عوامل الجذب في الموسم الشتوي، خاصة للزوار القادمين من دول الجوار. وتشهد الفنادق خلال هذه الفترة نسب إشغال تقارب الامتلاء التام، إذ بلغت نسبة الإشغال في ديسمبر 87%. وصرّح مدير هيئة سياحة فيينا نوربرت كيتنر (Norbert Kettner) أن المدينة تُعتبر على الصعيد الدولي “عاصمة عيد الميلاد”، وتندرج ضمن المدن الأوروبية الأكثر حجزًا في تلك الفترة.
الازدهار ينعكس على الاقتصاد المحلي… ويثير الانتقادات أيضًا
أدى هذا النشاط السياحي إلى انتعاش كبير في قطاعات التجارة والمطاعم في مناطق الجذب السياحي. إلا أن هذا النمو المطّرد لم يخلُ من الانتقادات بين سكان المدينة، الذين يعانون خلال موسم الأعياد من الاكتظاظ في الشوارع ووسائل النقل والمطاعم. وتخطط بلدية فيينا وهيئة السياحة إلى توسيع جاذبية السياحة لتشمل أحياء خارج المركز التاريخي (Grätzel) بهدف تخفيف الضغط عن المناطق المركزية.
السياحة الشتوية في النمسا: ارتفاع طفيف على المستوى الوطني
على مستوى النمسا، سجلت البلاد في شتاء 2024/2025 72,3 مليون ليلة مبيت، أي زيادة بنسبة 1,6% مقارنة بالموسم السابق، ولكن لا تزال أقل من ذروة 2018/2019 (72,9 مليون ليلة).
وشهد عدد الوافدين من الزوار ارتفاعًا بنسبة 2,8% ليصل إلى 20,6 مليون شخص، وهو ما يشير إلى قدوم عدد أكبر من السياح، وإن كانت مدة إقامتهم أقصر. وسُجّل قدوم 14,6 مليون زائر من خارج النمسا (بزيادة 3,5%)، و5,92 ملايين من داخل البلاد (بزيادة 1,2%).
تيرول وسالزبورغ وفيينا تتصدر الوجهات السياحية
وبحسب “إحصائيات النمسا”، استحوذت ولايتا تيرول (Tirol) وسالزبورغ (Salzburg) على 57,9% من إجمالي ليالي المبيت، بواقع 26,4 مليون في تيرول و15,5 مليون في سالزبورغ. وجاءت فيينا في المرتبة الثالثة بـ 8,9 مليون ليلة.
وتلتها الولايات الأخرى على النحو التالي:
- شتايرمارك (Steiermark): 5,9 مليون ليلة (بزيادة 0,1%)
- فورآرلبرغ (Vorarlberg): 4,9 مليون ليلة (دون تغيير)
- كارنتن (Kärnten): 3,6 مليون ليلة (بتراجع 1,9%)
- النمسا العليا (Oberösterreich): 3,2 مليون ليلة (بتراجع 0,8%)
- النمسا السفلى (Niederösterreich): 2,8 مليون ليلة (بزيادة 2%)
- بورغنلاند (Burgenland): 1,1 مليون ليلة (بزيادة 3,3%)
السياح الألمان في الصدارة رغم تراجع طفيف
لا يزال السياح القادمون من ألمانيا يشكلون أكبر مجموعة زائرة بـ 25,9 مليون ليلة مبيت، رغم انخفاض طفيف بنسبة 1,1%. يليهم النمساويون بـ 16,5 مليون ليلة (بزيادة 1,6%)، ثم الزوار من هولندا بـ 6,8 ملايين ليلة (بزيادة 2,5%). وتمثل هذه الدول الثلاث 68% من إجمالي السياح.
بيانات 2025: انخفاض طفيف في بداية العام وتعويضه في أبريل
سجلت النمسا خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025 (يناير–أبريل) 54 مليون ليلة مبيت، أي بتراجع قدره 0,8% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
وقد بقي عدد ليالي المبيت من السياح المحليين شبه ثابت عند 11,6 مليون (بزيادة 0,2%)، فيما انخفض عدد الليالي من الزوار الأجانب إلى 42,4 مليون (بتراجع 1,1%).
ويُعزى هذا التراجع إلى تغير توقيت عطلة عيد الفصح، التي وقعت في أبريل 2025 مقابل مارس 2024، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ بنسبة 23,9% في ليالي أبريل، حيث بلغ مجموعها 8,2 مليون ليلة، منها 2,5 مليون من السياح المحليين (بزيادة 7,4%)، و5,7 مليون من الأجانب (بزيادة 32,6%).
وقال المدير العام لـ”إحصائيات النمسا” توبياس توماس (Tobias Thomas) إن القطاع السياحي في النمسا حقق نتائج إيجابية، رغم الركود الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية.



