فيينا تطالب الحكومة بتوفير مزيد من دورات اللغة الألمانية لتغطية النقص ومكتب العمل يدعو لدمج اللغة مع التأهيل المهني
انتقد مستشار الشؤون الاجتماعية في فيينا، بيتر هاكر (SPÖ)، مجددًا وزارة الاندماج بسبب نقص عروض دورات اللغة الألمانية، مشيرًا إلى وجود 5,500 مكان مفقود للمتقدمين في العاصمة. واعتبر هاكر أن الحكومة الفيدرالية لا تبذل الجهود الكافية لتغطية هذا النقص، فيما أبدى مكتب سوق العمل النمساوي (AMS) انتقادات أيضًا تجاه جودة الدورات نفسها، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
وأشار هاكر إلى أن الدورات تُدار منذ عام 2017 بشكل مركزي عبر الصندوق النمساوي للاندماج (Österreichischer Integrationsfonds – ÖIF)، وأن الاحتكار المفترض لهذه الدورات من قبل الوزارة تسبب في بعض المشكلات. من جهتها، قالت الوزارة إن 57% من إجمالي 20,000 مكان متاح هذا العام كانت في فيينا، مع تسيير 600 دورة حالية تشمل 8,000 مشارك، وأن هناك مئات الأماكن الشاغرة التي يمكن شغلها في الأسابيع المقبلة حسب الحاجة.
ومع ذلك، أظهرت بيانات يوليو 2025 أن ثلث مقاعد دورات اللغة الألمانية في فيينا بقيت فارغة، رغم وجود آليات لمعاقبة المتخلفين عن الحضور دون سبب مشروع، وهي آليات يمكن للمدينة تطبيقها بصرامة أكبر لزيادة الالتزام بين المشاركين، وفق هاكر.
بدورها، وصفت إدارة الصندوق النمساوي للاندماج (ÖIF) انتقادات هاكر بأنها «غير مفهومة على الإطلاق»، مشيرة إلى أن كل شخص مؤهل يحصل على مكان في دورة مناسبة خلال فترة قصيرة في أي مكان في النمسا، وأن العروض لدورات اللغة للأشخاص اللاجئين أكبر من أي وقت مضى وموجهة وفق الاحتياجات الفعلية، وأضافت أن من يترك الدورة دون سبب مشروع يفقد حقه في دورة أخرى بنفس المستوى، فيما سجلت في فيينا منذ 2023 أكثر من 11,000 حالة انسحاب غير مبرر لدورات باللغة الألمانية من قبل اللاجئين المسجلين عبر AMS.
من جانب آخر، رأى رئيس AMS يوهانس كوبف أن هناك مجالًا لتحسين الدورات نفسها، حيث أظهرت دراسة أن ثلاثة من كل عشرة لاجئين مسجلين لدى مكتب العمل ما زالوا يعانون من صعوبات كبيرة في اللغة بعد سنة ونصف من التسجيل في الدورات. وأكد كوبف أن التجربة الأفضل كانت مع الدورات التي تجمع بين تعلم اللغة الألمانية والتأهيل المهني، بحيث يمكن تطبيق ما تم تعلمه مباشرة في العمل، مؤكدًا أن «تعلم اللغة طوال اليوم فقط ليس فعالًا».



