فيينا تطلق خطة لمحاربة جرائم القاصرين بعد تضاعف عدد المشتبه بهم

أعلنت حكومة مدينة فيينا الجديدة عن خطط لمكافحة ارتفاع نسبة الجريمة بين القاصرين، خاصةً الأطفال دون سن الرابعة عشرة، وذلك بعد أن أظهرت الإحصائيات زيادة ملحوظة في أعداد القاصرين المتورطين في جرائم خلال العقد الماضي، ما دفعها إلى إدراج هذا التحدي ضمن برنامجها الحكومي، عبر عدة إجراءات تهدف إلى الحد من الجرائم المرتكبة من قبل الأطفال والمراهقين، وتوفير دعم توجيهي واجتماعي لهم، بما يشمل إدخالهم في مراكز مغلقة خارج المدينة كحل أخير.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تشير العناوين الإعلامية المتكررة إلى تصاعد مقلق في معدلات العنف، والاعتداءات الجنسية، وحروب العصابات، والتخريب، وهو ما تؤكده الإحصائيات الرسمية الحديثة. فقد تضاعف عدد الأطفال المشتبه بارتكابهم جرائم، ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً، من 2.392 حالة عام 2014 إلى 5.066 حالة عام 2024. كما ارتفع عدد المشتبه بهم في الفئة العمرية من 14 إلى أقل من 18 عاماً من 6.126 إلى 9.522 حالة في نفس الفترة.

الأرقام لا تعني بالضرورة زيادة في الجريمة

رغم هذه الزيادة، فإن الأرقام لا تعني بالضرورة أن الشباب في فيينا أصبحوا أكثر ميلاً لارتكاب الجرائم، لأن هذه المعطيات تشير فقط إلى بلاغات الشرطة والاشتباه، وليس إلى الإدانات القضائية القطعية. فعلى سبيل المثال، في فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً – وهي الفئة التي تعتبر خاضعة للمساءلة الجنائية – لم ترتفع عدد الإدانات القضائية بنفس المعدل، إذ زادت فقط من 365 إلى 451 إدانة خلال نفس الفترة.

الجناة المتكررون يضللون الإحصائيات

أوضح Hermann Kuschej، أستاذ علم الاجتماع المتخصص في الجريمة من Institut für Höhere Studien (IHS)، أن الاختلاف الكبير بين عدد البلاغات وعدد الإدانات يرجع إلى آلية احتساب الشرطة للحالات، حيث يُحتسب كل فعل إجرامي كحالة منفصلة، حتى لو ارتكبها الشخص نفسه مرارًا، مثل السرقة من متجر اليوم في موقع، وغدًا في موقع آخر، مما يؤدي إلى احتساب الجاني نفسه عدة مرات.

ويضيف كوشي أن قلة من الجناة المتكررين (Intensivtäter) قد يكونون مسؤولين عن مئات البلاغات. وفي كثير من الأحيان، خاصة في الجرائم البسيطة، لا يتم فتح أي إجراء قانوني إذا وافق الضحية على الحل البديل، وإذا كانت التوقعات الاجتماعية تشير إلى عدم تكرار السلوك، حيث يتم أخذ الوضع الاجتماعي والنفسي للجاني بعين الاعتبار. وفي حالات كثيرة مثل المشاجرات أو السرقات البسيطة، لا يُفتتح إجراء قضائي إطلاقاً.

إجراءات حكومية: مساعدين للتوجيه ومراكز مغلقة

كجزء من البرنامج الحكومي الجديد، تعتزم مدينة فيينا خلال السنوات الخمس المقبلة توظيف مساعدين للتوجيه (Orientierungshelfer) للأطفال والمراهقين بهدف الحد من السلوك الإجرامي، خصوصاً لدى الجناة المتكررين غير القابلين للمساءلة الجنائية.

كما يتضمن البرنامج خطة كانت قد أُعلنت قبل الانتخابات، وتنص على إمكانية إيواء الجناة المتكررين غير الخاضعين للمساءلة الجنائية في مؤسسة مغلقة ذات طابع اجتماعي وتربوي خارج مدينة فيينا، وذلك كخيار أخير لمعالجة الحالات الشديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى