فيينا تعتمد نظام تهدئة حركة المرور في وسط المدينة عبر نظام دخول إلكتروني بالكاميرات

أعلنت حكومة فيينا عن بدء تنفيذ خطة تهدف إلى تهدئة حركة المرور في وسط المدينة، عبر تقييد الدخول إليها ومراقبته بواسطة كاميرات، وذلك بعد سنوات من النقاشات الطويلة.

شهدت العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الأحد 6 أبريل 2025، إعلانًا رسميًا عن قرب تنفيذ مشروع تهدئة حركة المرور في مركز المدينة، عبر اعتماد نظام مراقبة آلي يعتمد على الكاميرات لتنظيم الدخول، وهو ما بات ممكنًا بفضل تعديل تشريعي مرتقب في قانون المرور سيتم تقديمه من قبل وزارة النقل. غير أن التنفيذ الفعلي لهذه الخطة سيستغرق وقتًا، إذ من المقرر أن يدخل التعديل حيز التنفيذ في الأول من يناير 2026.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، لطالما طالبت مدينة فيينا الحكومة الاتحادية بتوفير أساس قانوني يتيح فرض قيود على الدخول إلى قلب المدينة، وكان الحي الأول في المدينة من بين أبرز المطالبين بتهدئة الحركة، لكن العقبة الكبرى تمثلت في الوسيلة المقترحة للرقابة: الكاميرات، التي أثارت جدلاً واسعًا بسبب قضايا حماية البيانات الشخصية. ورغم المطالبات، استغرقت التعديلات القانونية وقتًا طويلًا بسبب تباين المواقف بين الأطراف السياسية.

تعديل قانون المرور سيسمح باستخدام نظام دخول إلكتروني

وفي خطوة مفاجئة، أعلن وزير التنقل Peter Hanke (من الحزب الاشتراكي الديمقراطي – SPÖ) أنه بصدد إرسال تعديل على قانون السير Straßenverkehrsordnung (StVO) إلى التنسيق الحكومي. ووفقًا لما ورد في البيان الرسمي، فإن هذا التعديل سيسمح للبلديات النمساوية بتنظيم تهدئة حركة المرور من خلال نظام دخول آلي. ومن المقرر أن يدخل التعديل حيز التنفيذ في 1 يناير 2026.

البلدية ترحب وتعد بمركز مدينة أكثر خضرة وهدوءًا

رحّب عمدة فيينا Michael Ludwig (SPÖ) بالتعديل قائلًا:
“يسعدني أن مشروع تهدئة وسط المدينة، الذي ناضلنا طويلًا من أجله، سيصبح حقيقة. من خلال اعتماد نظام إلكتروني لإدارة الدخول وفق المعايير الأوروبية، نخلق مركز مدينة يوفر مساحات خضراء، وتبريدًا، ومسارات مشجعة للمشاة وراكبي الدراجات، فضلًا عن أماكن مريحة للتنزه والاستراحة.”

دراسة تقنية تتوقع تقليل الدخول بـ15,700 مركبة يوميًا

أعربت Ulli Sima، مستشارة التنقل في بلدية فيينا (SPÖ)، عن استعداد المدينة لتنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن دراسة تقنية أُنجزت قبل سنوات أثبتت إمكانية منع نحو 15,700 مركبة يوميًا من دخول المركز، مع تقليل نسبة إشغال مواقف السيارات بما يقارب 25%. وأكدت أن المشروع تم تصميمه بحيث يعتمد على التقاط صور فوتوغرافية فقط بدلاً من الفيديو، وهو ما أنهى الجدل حول الخصوصية بشكل “إيجابي”.

وأضافت أن المساحات التي سيتم تحريرها من الازدحام ستُستخدم بالتعاون مع الحي الأول لتنفيذ مشاريع تشجير وتوفير وسائل تبريد حضرية.

دعوات لاستغلال المساحات المتاحة بشكل عقلاني

من جهته، شدد رئيس غرفة تجارة فيينا Walter Ruck على أهمية استخدام المساحات المتحررة بشكل “عقلاني وبما يخدم مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك مواقف السيارات قصيرة الأمد”.

تأخير محتمل في التنفيذ بسبب إجراءات العطاءات

أوضحت بلدية فيينا، في رد على استفسار من إذاعة ORF، أن الخطوات التنفيذية لا يمكن أن تبدأ إلا بعد دخول التعديل القانوني حيز التنفيذ، إذ سيتطلب المشروع إطلاق عطاءات رسمية لاختيار الجهة المنفذة لنظام الدخول الإلكتروني، وهي عملية يُتوقَّع أن تستغرق ما لا يقل عن عام واحد، يتبعها تنفيذ الأشغال الفنية والتحويلات اللازمة في البنية التحتية.

انتقادات حادة من حزب الخضر واتهامات بـ”خداع انتخابي”

في المقابل، لم تلقَ الخطة ترحيبًا من حزب الخضر. فقد وصف المتحدث باسم الحزب لشؤون النقل Lukas Hammer الخطة بأنها مجرد “خدعة انتخابية من فيينا”، منتقدًا الحكومة بشدة في بيان رسمي. وقال:
“من الواضح أن الحكومة تسخر من سكان فيينا. قبل أسبوعين فقط، منعت أحزاب الائتلاف في البرلمان تمرير قانون جاهز كان سيتيح تهدئة المرور فورًا، والآن يصدر وزير النقل بيانًا صحفيًا يتظاهر فيه بأنه يقدّم اقتراحًا جديدًا. هذه ليست سوى سياسة استعراضية فارغة.”

وأضاف أن الحكومة لم تُقدّم حتى الآن أي مسودة رسمية للتعديل المقترح ولا مشروع قانون قابل للتقييم، متهمًا وزير النقل بتأخير متعمّد، بعد أن سبق وعرقل مقترحًا مماثلًا كانت قد تقدّمت به وزيرة النقل السابقة Leonore Gewessler عن حزب الخضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى